• القسم : تاريخ المجلس .
        • الموضوع : الخطوات العمليّة لولادة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى .

الخطوات العمليّة لولادة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى



في الوقت الذي كان فيه الإمام يقوم بجولة على بعض الدول الإفريقية، أُنجز في 7/3/1967 إعداد اقتراح قانون بإنشاء مجلس إسلامي شيعي أعلى[1] ، حيث قدمه تسعة نواب كمشروع قانون معجّل، في الوقت الذي أيده رئيس الحكومة، وأُحيل إلى لجنة الإدارة والعدل لدراسته، ويقضي المشروع بأن يُنشأ للطائفة الإسلامية الشيعية في الجمهورية اللبنانية مجلس يُسمى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى يتولى شؤون الطائفة، ويدافع عن حقوقها، ويحافظ على مصالحها، ويسهر على مؤسساتها، ويعمل على رفع مستواها، ويقوم بتنظيم أوقاف الطائفة وإحياء المهمل منها. ويوجب المشروع استطلاع رأي المجلس إلزامياً في مشاريع القوانين والأنظمة العامة العائدة إلى الشؤون الدينية للطائفة الإسلامية الشيعية، ويتألف المجلس من ثلاث هيئات هي: الهيئة العامة، الهيئة التنفيذية، الهيئة الشرعية، وتتألف الهيئة العامة من: قضاة الشرع، علماء الدين والمفتين، الوزراء الحاليين والسابقين، النواب الحاليين والسابقين، الأساتذة الجامعيين، القضاة المدنيين العاملين والمتقاعدين، المحامين والأطباء والصيادلة والمهندسين، الموظفين المدنيين من الفئة الثالثة فما فوق، ممثلي المؤسسات الاجتماعية والثقافية والتعاونيات.

العام 1969:

مع العام 1969 استمرت تحركات الإمام الصدر على أكثر من صعيد، فتابع التوجيه الديني والثقافي عبر اللقاءات والندوات والمحاضرات، وجعل منها مناسبة كي ينبّه ويحذّر من خلالها بالخطر الصهيوني ومطامع العدو. وأبرز الأحداث في هذا العام:

انتخابات المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى
التعديل لقانون تنظيم الطائفة الشيعية:

على أثر إقرار مجلس النواب لقانون تنظيم الطائفة الشيعية، تقدم عدد من علماء الطائفة الإسلامية الشيعية بعريضة إلى رئيس المجلس النيابي، طالبت فيها بتعديل المادتين العاشرة والخامسة عشرة منه. وعلى الفور تقدمت مجموعة من النواب بمشروع قانون معجل مكرر أحيل إلى مجلس النواب، وتم التصديق عليه، وأصبح نص التعديل على المادة العاشرة:" يُنتخب رئيس المجلس من الهيئتين الشرعية والتنفيذية مجتمعين معاً بالأكثرية النسبية من ضمن أربعة أسماء من العلماء الأعلام تقدمها الهيئة الشرعية". أما نص التعديل على المادة الخامسة عشر فأصبح: "لرئيس المجلس نائبان: أول وثان تنتخبهما الهيئتان الشرعية والتنفيذية معاً بالأكثرية النسبية على أن يكون النائب الأول من ضمن الأسماء الأربعة المنصوص عليها في المادة العاشرة والثاني من الهيئة التنفيذية، وتكون مدة ولايتهما مدة ولاية الرئيس، ويجوز تجديد انتخابهما"[2] .

وبيّنت العريضة الأسباب الموجبة لطلب التعديل "ذلك أن المجلس يقضي أن يغلب عليه الطابع الروحي .. وخصوصاً بشخص رئيسه لأنه يعتبر حُكْماً الرئيس الأعلى للطائفة .. شأن سائر رؤساء الطوائف اللبنانية الشقيقة .. وبما أن القانون جعل من العلماء أقلية في المجلس بالنسبة لبقية أعضائه .. إثنا عشر منهم الهيئة الشرعية .. وواحد وثلاثون هم الهيئة التنفيذية وهم بنفس الوقت من غير العلماء .."[3].

الهيئة التحضيرية لانتخاب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى:

عمدت اللجنة الفرعية المنبثقة عن الهيئة التحضيرية لانتخاب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى إعداد لوائح الناخبين الذين يشكلون الهيئة العامة للمجلس [4]، وبعدها عقدت الهيئة التحضيرين اجتماعاً مع الرئيس صبري حمادة أقرت فيه لوائح الناخبين بشكل نهائي، وحدد يوم الجمعة في 16/5/1969 موعداً لانتخاب أعضاء المجلس في قصر الأونيسكو، ثم تأجل الموعد إلى يوم الأحد في 18/5/1969 [5] .

الإمام الصدر يدعو العلماء إلى لقاء عام:

بناءً على دعوة الإمام الصدر، عقد علماء الطائفة الشيعية اجتماعاً في النادي الحسيني لبرج البراجنة، وبعد التداول في الأوضاع الراهنة، قرر المجتمعون.
- تأييد العمل الفدائي ووجوب تنسيقه مع السلطات المسؤولة عن أمن البلاد بصورة صريحة وسليمة ببعده عن النزاعات والمصالح والمزايدات لكي يصبح العمل الفدائي مضمون النتائج.
- تحصين الجنوب، وتحسين وضعه العمراني والاجتماعي، وتقرير التجنيد الإجباري، وتدريب المواطنين وتوعيتهم، وتقوية الوسائل الدفاعية للجيش، لكي يتمكن لبنان شعباً وجيشاً من حماية الوطن والعمل الفدائي معاً.
- مناشدة المواطنين عامة بإصرار لكي يتصرفوا في هذه الظروف بوعي ومسوؤلية.
وتداول المجتمعون في موضوع المجلس الشيعي، وأكدوا على وحدة الكلمة، واعتبروا الاجتماع مفتوحاً لإكمال المهمة الملقاة على عاتقهم [6].

انتخاب الإمام الصدر رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى

استمرت اللقاءات والتحضيرات لانتخاب المجلس الشيعي، وعقد أكثر من اجتماع مع الرئيس صبري حمادة، ورشح عن ذلك مساع تهدف إلى انتخابٍ قائمٍ على التزكية، في الوقت الذي أذاع فيه علماء من الطائفة  الشيعية بياناً أعلنوا فيه مقاطعتهم للانتخابات وذكروا بمطالبتهم تعديل بعض مواد قانون إنشاء المجلس. وبدعوة من الإمام الصدر وبهدف الاتفاق على لائحة تزكية، عقد اجتماع في منزل المفتي الجعفري الممتاز السيد حسين الحسين، حضره المرشحون والعاملون لقيام المجلس. وشرح خلالها الإمام الصدر أهداف المجلس وأن ليس له مرشح معين. ودعا إلى عدم الابتلاء في معركتنا بما يؤدي إلى جرح كرامة الطائفة الشيعية إذا لم تتمكن من الاتفاق على لائحة تزكية، بل يجب أن تكون المعركة رياضية .."، كما دعا الإمام الصدر إلى تشكيل لجنة محايدة لاختيار لائحة تزكية، فشُكّلت هذه اللجنة. إلا أن بيانات صدرت تعلن رفضها لإجراء الانتخاب في موعده مطالبة بالتأجيل[7] .

وفي 18/5/1969 جرت في قصر الأونيسكو انتخابات الهيئتين الشرعية والتنفيذية للمجلس الشيعي. وفاز كل من: توفيق مرتضى – عباس فرحات – عباس بدر الدين – زيد الزين – سميح فياض – بهيج منصور – حسن الحاج – أحمد ذروي – محسن سليم – عدنان حيدر – محمد كنج وعدنان حمادة، وفازت بالتزكية لائحة العلماء، أعضاء الهيئة الشرعية، وهم: السيد محمد علي الأمين – السيد نور الدين نور الدين – الشيخ موسى شرارة – الشيخ عبد الأمير قبلان – السيد محمد باقر إبراهيم – الشيخ محسن سبيتي – الشيخ سليمان اليحفوفي – السيد علي فضل الله – السيد حسين الحسيني – الشيخ خليل ياسين – الشيخ سليمان آل سليمان – السيد عباس أبو الحسن[8] .

على الأثر وجه الرئيس صبري حمادة، بصفته رئيس الهيئة التحضيرية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، دعوة إلى أعضاء الهيئة التحضيرية لعقد جلسة للموافقة على محضر انتخاب أعضاء الهيئتين الشرعية والتنفيذية [9]، وخلال الاجتماع أعلن الرئيس حمادة أن الإمام الصدر هو المرشح الوحيد لمنصب رئاسة المجلس[10].

وفي 22/5/1969 تم بالإجماع انتخاب الإمام الصدر رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والشيخ سليمان اليحفوفي نائباً أول للرئيس وعدنان حيدر نائباً ثانياً. وإثر عملية الانتخاب انتقل الرئيس حمادة وعادل عسيران والنواب الشيعة وأعضاء الهيئتين الشرعية والتنفيذية إلى دار الإفتاء الجعفري، حيث تلا الرئيس حمادة محضر الانتخابات على الإمام الصدر، معلناً أنه من أصل 40 ورقة وجدت أربعون ورقة تحمل اسم الإمام الصدر والشيخ سليمان اليحفوفي [11] .

----------------
[1] الحياة 8/3/1967، مسيرة الإمام ...، 1: 246.
[2] جريدة الكفاح البيروتية، 13/1/1969، مسيرة الإمام ...، 2: 72.
[3] جريدة الكفاح البيروتية، 13/1/1969، مسيرة الإمام ...، 2: 73.
[4] جريدة الحياة، 11/4/1969، مسيرة الإمام السيد موسى الصدر، 2: 9.
[5] جريدة الحياة، 19/4/1969، مسيرة الإمام السيد موسى الصدر، 2: 9.
[6] جريدة الحياة، 3/5/1969، مسيرة الإمام السيد موسى الصدر، 2: 11 – 12.
[7] الصحف اللبنانية، 16 و17/5/1969، مسيرة الإمام الصدر، 2: 13- 14.
[8] جريدة الحياة 19 و21/5/1969، مسيرة الإمام الصدر، 2: 15- 18.
[9] جريدة الشمس، 20/5/1969، مسيرة الإمام الصدر، 2: 16.
[10] جريدة الحياة، 21/5/1969، مسيرة الإمام الصدر، 2: 16– 17.
[11] الصحف اللبنانية، 23/5/1969، مسيرة الإمام الصدر، 2: 19– 20.

  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2023/05/31  | |  القرّاء : 3653



البحث :

جديد الموقع :


 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 ندوة حوارية في المجلس الشيعي حول فكر الإمام شمس الدين: الخطيب وسلام وعبس ورحال يطرحون رؤية العالم الراحل
 العلامة الخطيب يزور الخيام ويواكب العائدين إليها: اليوم إنكسر جبروت العدو إنتصارا لكل لبنان
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 العلامة الخطيب من الهرمل: نريد جيشا قويا ودولة تدافع عن لبنان وليس عن طائفة
 كلمة العلامة الخطيب خلال اللقاء الحواري الذي نظمه مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي
 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 كلمة العلامة الخطيب خلال الحفل التأبيني للراحل الحاج محمد قاسم الخطيب
 رسالة العلامة الخطيب إلى القادة العرب والمسلمين المجتمعين في المملكة العربية السعودية
 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب

مواضيع متنوعة :


 ندوة حوارية في المجلس الشيعي حول فكر الإمام شمس الدين: الخطيب وسلام وعبس ورحال يطرحون رؤية العالم الراحل
 الآثار التربوية للحج (2) - الشيخ محمد حجازي
 العلامة الخطيب يفتتح إدارة عيادات المشرفية الطبية
 ندوة للعلامة الشيخ الخطيب في قاعة كنيسة جدرا بدعوة من جمعية الشوف للتنمية
 كلمة العلامة الخطيب خلال الحفل التأبيني للراحل الحاج محمد قاسم الخطيب
 كلمة سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب خلال تشييع ناشر جريدة السفير الاستاذ طلال سلمان
 اجتماع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بهيئتيه الشرعية والتنفيذية.
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 في رحاب الحج - التطابق بين التكوين والتشريع (1) السيد حسين حجازي

إحصاءات :

  • الأقسام : 21
  • المواضيع : 111
  • التصفحات : 317775
  • التاريخ :
 
 
الموقع بإشراف : مركز الدراسات والتوثيق © في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى - لبنان
تصميم، برمجة وإستضافة :
الأنوار الخمسة © Anwar5.Net