• القسم : سيرة النبي والأئمة (ع) .
        • الموضوع : سِيْرَةُ الإِمَامِ المَهْديِّ (عليه السلام) .

سِيْرَةُ الإِمَامِ المَهْديِّ (عليه السلام)

وِلادَةُ الإِمَامِ الحُجَّةِ(عج)

عن موسى بن جعفر ، قال : حدثتني حكيمة بنت محمد ابن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)قالت : بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي (ع)فقال : يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فان الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه قالت : فقلت له : ومن أمه ؟ قال لي : نرجس .

قلت له : والله جعلني الله فداك ما بها أثر ؟ فقال : هو ما أقول لك قالت : فجئت فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي : يا سيدتي كيف أمسيت ؟ فقلت : بل أنت سيدتي وسيدة أهلي قالت : فأنكرت قولي وقالت : ما هذا يا عمه ؟ قالت : فقلت لها : يا بنية إن الله تبارك وتعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة قالت : فجلست واستحيت فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة وأفطرت وأخذت مضجعي فرقدت فلما أن كان جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة ثم قامت فصلت .

قالت حكيمة : فدخلتني الشكوك فصاح بي أبو محمد (ع)من المجلس فقال : لا تعجلي يا عمة فان الامر قد قرب قالت : فقرأت ألم السجدة ويس فبينما أنا كذلك إذا انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت : اسم الله عليك ثم قلت لها : تحسين شيئا ؟ قالت : نعم يا عمة ، فقلت لها : اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك .

قالت حكيمة : ثم أخذتني فترة وأخذتها فطرة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به عليه السلام ساجدا يتلقى الأرض بمساجده فضممته إلي فإذا أنا به نظيف منظف فصاح بي أبو محمد هلمي إلي ابني يا عمة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال : تكلم يا بني فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .

وأشهد أن محمدا رسول الله ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم …

قالت حكيمة : فلما كان في اليوم السابع جئت وسلمت وجلست فقال : هلمي إلي ابني فجئت بسيدي في الخرقة ففعل به كفعلته الأولى ثم أدلى لسانه في فيه .

وفي الإرشاد : كان مولده (ع) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين، وأمه أم ولد يقال لها : نرجس ، وكان سنه عند وفات أبيه خمس سنين آتاه الله فيه الحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين وآتاه الحكمة كما آتاها يحيى صبيا وجعله إماما كما جعل عيسى بن مريم في المهد نبيا وله قبل قيامه غيبتان إحداهما أطول من الأخرى جاءت بذلك الاخبار فأما القصرى منها فمنذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وعدم السفراء بالوفاة وأما الطولى فهي بعد الأولى وفي آخرها يقوم...

وقال ابن خلكان في تاريخه : هو ثاني عشر الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الامامية المعروف بالحجة وهو الذي تزعم الشيعة أنه المنتظر والقائم والمهدي وهو صاحب السرداب عندهم وأقاويلهم فيه كثيرة وهم ينتظرون ظهوره في آخر الزمان من السرداب بسر من رأى ، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين ولما توفي أبوه كان عمره خمس سنين واسم أمه خمط وقيل نرجس والشيعة يقولون إنه دخل السرداب في دار أبيه وأمه تنظر إليه فلم يعد يخرج إليها وذلك في سنة خمس وستين ومأتين ( وعمره يومئذ تسع سنين...

لماذَا سُمِّيَ(القَائِم)

عن جابر قال : أقبل رجل إلى أبي جعفر (ع)وأنا حاضر فقال : رحمك الله اقبض هذه الخمسمائة درهم ، فضعها في مواضعها فإنها زكاة مالي ، فقال له أبو جعفر (ع): بل خذها أنت فضعها في جيرانك والأيتام والمساكين وفي إخوانك من المسلمين إنما يكون هذا إذا قام قائمنا فإنه يقسم بالسوية ويعدل في خلق الرحمان البر منهم والفاجر فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله فإنما سمي المهدي لأنه يهدي لامر خفي يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بأنطاكية فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل ، وبين أهل الزبور بالزبور ، وبين أهل الفرقان بالفرقان ، وتجمع إليه أموال الدنيا كلها ما في بطن الأرض وظهرها فيقول للناس : تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام ، وسفكتم فيه الدماء ، و ركبتم فيه محارم الله ، فيعطي شيئا لم يعط أحد كان قبله قال : وقال رسول الله (ص)هو رجل مني اسمه كاسمي يحفظني الله فيه ويعمل بسنتي يملأ الأرض قسطا وعدلا ونورا بعد ما تمتلئ ظلما وجورا وسوءا .

وعن الرضا عن آبائه (ع)قال : قال رسول الله (ص): لا تقوم الساعة حتى يقوم القائم الحق منا وذلك حين يأذن الله عز وجل له ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك الله الله عباد الله فأتوه ولو على الثلج فإنه خليفة الله عز وجل وخليفتي .

وفي أمالي الصدوق، عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص): لما عرج بي إلى السماء السابعة ، ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومن السدرة إلى حجب النور ناداني ربي جل جلاله : يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فلي فاخضع وإياي فاعبد وعلي فتوكل وبي فثق فاني قد رضيت بك عبدا وحبيبا ورسولا ونبيا وبأخيك علي خليفة وبابا فهو حجتي على عبادي وإمام لخلقي به يعرف أوليائي من أعدائي وبه يميز حزب الشيطان من حزبي وبه يقام ديني وتحفظ حدودي وتنفذ أحكامي وبك وبه بالأئمة من ولدك أرحم عبادي وإمائي وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتقديسي وتهليلي وتكبيري وتمجيدي وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا ، به أحيي بلادي وعبادي بعلمي وله أظهر الكنوز والذخاير بمشيتي وإياه أظهر على الاسرار والضماير بإرادتي وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري ، وإعلان ديني ذلك وليي حقا ومهدي عبادي صدقا .

المَهْديُّ(ع) في كلام الرسول(ص)

عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي (ع)قال : قال النبي (ص): لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتي رجل من ولد الحسين يملاها عدلا كما ملئت ظلما وجورا .

عن الحسين الأشقر عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله (ص)لفاطمة في مرضه : والذي نفسي بيده لابد لهذه الأمة من مهدي وهو والله من ولدك .قد مضى بتمامه في فضائل أصحاب الكساء (ع).

عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال : قال أبي : دفع النبي (ص)الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب (ع)ففتح الله عليه ثم ذكر نصبه يوم الغدير وبعض ما ذكر فيه من فضائله إلى أن قال : ثم بكى النبي صلى الله عليه وآله فقيل : مم بكاؤك يا رسول الله قال : أخبرني جبرئيل أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده وأخبرني جبرئيل عن ربه عز وجل أن ذلك يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم وأجمعت الأمة على محبتهم وكان الشانئ لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم وذلك حين تغير البلاد وتضعف العباد والاياس من الفرج وعند ذلك يظهر القائم فيهم .

قال النبي (ص): اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم ابني وهو من ولد ابنتي يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم ويتبعهم الناس بين راغب إليهم وخائف لهم قال : وسكن البكاء عن رسول الله (ص)، فقال : معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج فان وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يرد ، وهو الحكيم الخبير فان فتح الله قريب اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم اكلأهم واحفظهم وارعهم وكن لهم وانصرهم وأعنهم وأعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم إنك على كل شئ قدير .

عن جبير بن نوف أبي الوداك قال : قلت لأبي سعيد الخدري : والله ما يأتي علينا عام إلا وهو شر من الماضي ولا أمير إلا وهو شر ممن كان قبله فقال أبو سعيد : سمعته من رسول الله (ص)يقول ما تقول ، ولكن سمعت رسول الله يقول : لا يزال بكم الامر حتى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف غيرها حتى تملا الأرض جورا فلا يقدر أحد يقول الله ثم يبعث الله عز وجل رجلا مني ومن عترتي فيملأ الأرض عدلا كما ملأها من كان قبله جورا ، ويخرج له الأرض أفلاذ كبدها ويحثو المال حثوا ولا يعده عدا وذلك حتى يضرب الاسلام بجرانه . ايضاح : قال الفيروزآبادي : الجران باطن العنق ، ومنه حتى ضرب الحق بجرانه أي قر قراره واستقام كما أن البعير إذا برك واستراح مد عنقه على الأرض .

عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال النبي (ص)والذي بعثني بالحق بشيرا ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني حتى يقول أكثر الناس مالله في آل محمد حاجة ، و يشك آخرون في ولادته فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه ، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلا بشكه ، فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني فقد أخرج أبويكم من الجنة من قبل وإن الله عز وجل جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون.

المَهْديُّ(عج) في كلام أمير المُؤْمِنين(ع)

روى مسعدة بن صدقة قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (ع)يقول : خطب الناس أمير المؤمنين (ع)بالكوفة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أنا سيد الشيب وفي سنة من أيوب وسيجمع الله لي أهلي كما جمع ليعقوب شمله و ذلك إذا استدار الفلك وقلتم ضل أو هلك ألا فاستشعروا قبلها بالصبر ، وبوؤوا إلى الله بالذنب فقد نبذتم قدسكم وأطفأتم مصابيحكم وقلدتم هدايتكم من لا يملك لنفسه ولا لكم سمعا ولا بصرا ضعف والله الطالب والمطلوب هذا ولو لم تتواكلوا أمركم ولم تتخاذلوا عن نصرة الحق بينكم ، ولم تهنوا عن توهين الباطل ، لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم ، ولم يقو من قوي عليكم ، وعلى هضم الطاعة وازوائها عن أهلها فيكم ، تهتم كما تاهت بنو إسرائيل على عهد موسى وبحق أقول ليضعفن عليكم التيه من بعدي باضطهادكم ولدي ضعف ما تاهت بنو إسرائيل فلو قد استكملتم نهلا وامتلأتم عللا عن سلطان الشجرة الملعونة في القرآن لقد اجتمعتم على ناعق ضلال ولأجبتم الباطل ركضا ثم لغادرتم داعي الحق وقطعتم الأدنى من أهل بدر و وصلتم الأبعد من أبنا الحرب ألا ولو ذاب ما في أيديهم لقد دنى التمحيص للجزاء و كشف الغطاء وانقضت المدة وأزف الوعد وبدا لكم النجم من قبل المشرق وأشرق لكم قمركم كملء شهره وكليلة تم فإذا استبان ذلك فراجعوا التوبة وخالعوا الحوبة واعلموا أنكم إن أطعتم طالع المشرق سلك بكم منهاج رسول الله (ص)فتداريتم من الصمم واستشفيتم من البكم ، وكفيتم مؤنة التعسف والطلب ، ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق ، فلا يبعد الله إلا من أبى الرحمة وفارق العصمة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

المَهْديُّ(عج) في كلام الإمام الحسن(ع)

عن أبي سعيد عقيصاء قال : لما صالح الحسن ابن علي (ع)معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال (ع): ويحكم ما تدرون ما عملت ؟ والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت ألا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله (ص)؟ قالوا : بلى ، قال : أما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار كان ذلك سخطا لموسى بن عمران (ع)إذ خفي عليه وجه الحكمة فيه وكان ذلك عند الله حكمة وصوابا أما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه فان الله عز وجل يخفى ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لاحد في عنقه بيعة إذا خرج ذاك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب ابن دون أربعين سنة ذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير .

المَهْديُّ(عج) في كلام الإمام الحسين(ع)

عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين قال : قال الحسين بن علي (ع): في التاسع من ولدي سنة من يوسف وسنة من موسى بن عمران وهو قائمنا أهل البيت يصلح الله تبارك وتعالى أمره في ليلة واحدة .

المَهْديُّ(عج) في كلام الإمام زين العبدين(ع)

عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال : فينا نزلت هذه الآية " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " وفينا نزلت هذه الآية " وجعلها كلمة باقية في عقبه " والإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)إلى يوم القيامة وإن للقائم منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى أما الأولى فستة أيام وستة أشهر وست سنين وأما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الامر أكثر من يقول به فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا وسلم لنا أهل البيت .

المَهْديُّ(عج) في كلام الإمام الباقر(ع)

عن معروف بن خربوذ قال : قلت لأبي جعفر (ع): أخبرني عنكم قال : نحن بمنزلة النجوم إذا خفي نجم بدا نجم مأمن وأمان وسلم وإسلام وفاتح ومفتاح حتى إذا استوى بنو عبد المطلب فلم يدر أي من أي أظهر الله عز وجل صاحبكم فاحمدوا الله عز وجل وهو يخير الصعب على الذلول ، فقلت : جعلت فداك فأيهما يختار ؟ قال يختار الصعب على الذلول .

المَهْديُّ(عج) في كلام الإمام الصادق(ع)

عن سدير قال : سمعت أبا عبد الله (ع)يقول : إن في القائم سنة من يوسف ...فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يكون الله عز وجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته ، لقد كان يوسف إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد الله عز وجل أن يعرف مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر ، وما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم نفسه...

المَهْديُّ(عج) في كلام الإمام الكاظم(ع)

عن محمد بن زياد الأزدي قال : سألت سيدي موسى بن جعفر (ع)عن قول الله عز وجل " وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة " فقال : النعمة الظاهرة الامام الظاهر والباطنة الامام الغائب فقلت له : ويكون في الأئمة من يغيب ؟ قال : نعم ، يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منا يسهل الله له كل عسير ويذلل له كل صعب ويظهر له كنوز الأرض ويقرب له كل بعيد ويبير به كل جبار عنيد ، ويهلك على يده كل شيطان مريد ذاك ابن سيدة الإماء الذي يخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره ( الله ) عز وجل فيملا به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .

المَهْديُّ(عج) في كلام الإمام الرضا(ع)

عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا (ع)أنه قال : كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي يطلبون المرعى فلا يجدونه قلت له : ولم ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال : لان إمامهم يغيب عنهم فقلت : ولم ؟ قال لئلا يكون في عنقه لاحد بيعة إذا قام بالسيف.

المَهْديُّ(عج) في كلام الإمام الجواد(ع)

عن عبد العظيم الحسني قال : دخلت على سيدي محمد بن علي (ع)وأنا أريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره ؟ فابتدأني فقال : يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي والذي بعث محمدا بالنبوة وخصنا بالإمامة إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وإن الله تبارك وتعالى يصلح أمره في ليلة أصلح أمر كليمه موسى (ع)ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبي ثم قال (ع): أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج .

المَهْديُّ(عج) في كلام الإمام العسكري(ع)

عن أبي هاشم الجعفري قال : سمعت أبا الحسن صاحب العسكر (ع)يقول : الخلف من بعدي ابني الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ؟ فقلت : ولم جعلني الله فداك ؟ فقال : لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه ، قلت : فكيف نذكره ؟ قال : قولوا الحجة من آل محمد (ص).

الغَيْبَةُ

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن لصاحب هذا الأمر ـ يعني المهدي ـ غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات، وبعضهم يقول قتل، وبعضهم يقول ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره)

الغَيْبَةُ الصُّغْرَى

تبدأ الغيبة الصغرى بوفاة الإمام العسكري(ع) ، في الثامن من ربيع الأول عام 260 هـ وتنتهي بوفاة السفير الرابع أبي الحسن علي بن محمد ألسمري في النصف من شعبان عام329هـ .

بعد أن جاءت الأخبار المسبقة بإمامة المهدي وغيبته التي اخبر بها النبي(ص)وأئمة أهل البيت(عليهم السلام ) وبعد دور الإمامين العسكريين(عليهما السلام) وما قام به الإمام علي الهادي بالاحتجاب عن الناس تدريجيا ، وضاعفه الإمام الحسن العسكري على نفسه،وعرضه ولده المهدي على أصحابه وهم خاصته وثقاته وأعطاهم الفكرة الواعية ، نرى إن الإمام المهدي أول ما قام به هو إثبات وجوده وانه هو الإمام المفتر ض الطاعة , الذي يكون للمنصب الإلهي الكبير في إمامة المسلمين بعد أبيه (ع) لكي يتولى مسؤوليته الكبرى في قيادة القواعد الشعبية خاصة والبشرية عامة .

ونلاحظ إن الإمام المهدي (ع) منع عمه جعفر من الصلاة على أبيه قال « تأخر يا عم ، فأنا أحق بالصلاة على أبي », بهذا القول يكشف الإمام الغطاء للجماهير التي تجمهرت لأداء الصلاة على الإمام العسكري (ع)، ويعرفهم الإمام الحقيقي ، تحدياً لجعفر وإتمام الحجة على الأمة الإسلامية .

السُّفَرَاءُ الأَرْبَعَة

الأول: عثمان بن سعيد .

كنيته : أبو عمرو .

لقبـه : العمـري ، السّمّان ، ألأسدي ، العسكري .

مدّة السفارة : خمس سنوات .

كان يلقب بالسمان والزيات لإنه كان يتّاجر بالسمن والزيت تغطيةً على مقامه وتقيةً من السلطة فكان الشيعة يحملون إليه الأموال والرسائل فيجعلها في جراب السمن وزقاقه كي لا يعلم بذلك أحد ويبعثها إلى الإمام وكان العمري في كمال الوثوق والأمانة ومعتَمداً للإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) ووكيلاً لهما في حياتهما وجاء في رواية لأحمد بن إسحاق القمي وكان من أجلاء الشيعة وعلمائهم قال :دخلت على أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام ) في يوم من الأيام ، فقلت : يا سيدي أنا أغيب وأشهد ولا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت فقول مَن نقبل ؟ وأمر مَن نمتثل ؟ فقال لي (عليه السلام) « هذا أبو عمرو والثقة الأمين ، ما قاله لكم فعني يقوله وما أدّاه لكم فعني يؤديه »

الثاني: محمد بن عثمان العمري .

كنيته : أبو جعفر.

لقبـه : العمـري، العسكري، الزيات .

مدّة السفارة : أربعون سنة.

لقد كان من حسن حظ عثمان بن سعيد العمري أن رزقه الله تعالى ولداً صالحاً يشبه أباه في المؤهلات والمزايا والفضائل وقد سبق إن ذكرنا إن الإمام العسكري (عليه السلام) نص عليه وعلى أبيه حيث قال« العمري وابنه ثقتان ...» وقال«...وأن ابنه محمد وكيل ابني:مهديكم » .

فاختاره الإمام المهدي (عليه السلام) ليقوم مقام أبيه عثمان ، ويمارس أعماله، وخرج توقيع من جانب الإمام المهدي (عليه السلام) في تعزيته بابيه وتنصيبه وكيلاً له في مقام أبيه وهذا نص التوقيع برواية الصدوق وغيره .

« إنّا لله وإنّا إليه راجعون تسليماً لأمره ورضىً بقضائه وبفعله ،عاش أبوك سعيد ومات حميداً، فرحمه الله وألحقه باولياءه ومواليه (عليهم السلام) فلم يزل مجتهداً في أمرهم ، ساعياً في ما يقربه إلى الله (عز وجل) واليهم، نصر الله وجهه، وأقال عثرته ، وأجزل الله لك الثواب ، وأحسن لك العزاء، رزئت ورزئنا ، وأوحشك فراقه وأوحشنا ، فسرهُ الله من منقلبه .

وكان من كمال سعادته رَزَقهُ الله ولداً مثلك يخلفهُ من بعد ، ويقوم مقامه بأمره، ويترحم عليه ، وأقول:الحمد لله فإن الأنفس طيّبة بمكانك ، وما جعله الله عز وجل فيك وعندك وأعانك الله واقواك وعضدك ووفقك ، وكان لك ولياً وحافظاً وراعياً وكافياً ومعيناً »

ودلالة هذا التوقيع الشريف على جلالة هذين الرجلين الكبيرين وعظمة درجتهما هي في غاية الرفعة .

وقد بعث الإمام (عليه السلام) رسائل متعددة إلى زعماء الشيعة يخبرهم – فيها – بإنه قد عيّن محمد بن عثمان نائباً عنه (عليه السلام) ومنها الرسالة التي كتبها الإمام إلى محمد بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي .

لقد كان محمد بن عثمان كأبيه سفيراً بين الإمام المهدي (عليه السلام) وبين جميع الشيعة في ذلك العصر ، سواء القاطنين في العراق أو القادمين من مدينة قم أو البلاد الإسلامية الأخرى ، وكان يسكن في بغداد كما تقدم الحديث عن أبيه وقد اخبر محمد بن عثمان - أكثر من مره - إن الذي يقوم مقامه – بعد وفاته – هو الحسين بن روح النوبختي وكانت وفاته سنة 305 هـ .

الثالث: الحسين بن روح .

كنيته : أبو القاسم.

لقبـه : النوبختي .

مدّة السفارة :إحدى وعشرين سنة .

فإن الحسين بن روح شخصية مشهورة ومعروفة عند الشيعة وكان –قبل توليه النيابة – وكيلاً للنائب الثاني محمد بن عثمان يشرف على أملاكه ، ويقوم بدور الواسطة بينه وبين زعماء الشيعة في نقل الأوامر والتعليمات والأخبار السرية إليهم

وبهذا ازدادت ثقة الشيعة به بعدما رأوا إن النائب يثق به ، ويعتمد عليه ، ويشهد بفضله ودينه ، ويراه أهلاً لمنصب الوكالة .

وقبل وفاة السفير الثاني ، صدر الأمر من الإمام المهدي (عليه السلام) بإن يقيم الحسين بن روح مقامه في النيابة الخاصة ، فامتثل السفير الثاني أمر الإمام وأعلن إن السفير الثالث الذي يقوم مقامه هو الحسين بن روح ، فقد اجمع زعماء الشيعة وشخصياتهم ، وقال لهم : (إن حدث عليّ حدث الموت ، فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي ، فقد أُمرتُ أن اجعله في موضعي بعدي ، فارجعوا إليه ، وعولوا في أموركم إليه)

الرابع: علي بن محمد .

كنيته : أبو الحسن.

لقبـه : السمري.

مدّة السفارة :ثلاثة أعوام كاملة غير الأيام .

اختاره الإمام المهدي (عليه السلام) ليكون سفيراً له ، فأمر الحسين بن روح – النائب الثالث- بإن يقيم علي بن محمد السمري مقامه ، ونفّذ الحسين بن روح أمر الإمام المهدي (عليه السلام) وقد جرت على يديه كرامات ومعجزات ، كانت تأتي أجوبة المسائل التي يسأل الشيعة عنها حضرة الحجة (عجل الله فرجه) وكانت الأموال تُحمل إليه ولما حضرته الوفاة حضر الشيعة وسألوه عن الموكل بعده ومن يقوم مقامه فأجابهم لله أمرٌ هو بالغه أي إن الغيبة الكبرى ستقع بعده وصدر توقيع من الإمام المهدي (عليه السلام) إلى السمري، قبل وفاته بستة أيام وقد جاء فيه« بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري اسمع ! أعظم الله أجر إخوانك فيك : فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة ، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد ، وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفترٍ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»

الذين ادعوا السفارة كذباً

من السفراء الذين ادعوا السفارة كذباً وزوراً :
1 ـ الهلالي أحمد بن هلال العبر تائي .
2 ـ البلالي محمد بن علي بن بلال.
3 ـ النميري محمد بن نصير النميري.
4 ـ الحسين بن منصور الحلاج الصوفي المعروف، الذي قتله الملك العباسي.
5 ـ أبو محمد الحسن السريعي أو الشريعي.
6 ـ محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني المعروف، الذي كان من أعلام الشيعة وألّف كُتباً في التشيع، ولكنه لمنافسة جرت بينه وبين الحسين بن روح النوبختي أعلى الله مقامه الشريف النائب الثالث للإمام المهدي (سلام الله عليه) ، خرج عن طوره وأخذ يدّعي دعاوى غير صحيحة، وحكم الإمام (عليه السلام) في توقيع من توقيعاته المقدسة بضلاله وانحرافه، وأعلن عن ذلك أيضاً سفيره الحسين بن روح النوبختي.

7- محمد بن احمد بن عثمان .

8- إسحاق الأحمر والباقطاني .

9- محمد بن المظفر .

وأما الغيبة الكبرى فنحن فيها والله تعالى وحده يعلم متى يظهر الحجة ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا.

  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2023/05/31  | |  القرّاء : 3327



البحث :

جديد الموقع :


 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 ندوة حوارية في المجلس الشيعي حول فكر الإمام شمس الدين: الخطيب وسلام وعبس ورحال يطرحون رؤية العالم الراحل
 العلامة الخطيب يزور الخيام ويواكب العائدين إليها: اليوم إنكسر جبروت العدو إنتصارا لكل لبنان
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 العلامة الخطيب من الهرمل: نريد جيشا قويا ودولة تدافع عن لبنان وليس عن طائفة
 كلمة العلامة الخطيب خلال اللقاء الحواري الذي نظمه مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي
 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 كلمة العلامة الخطيب خلال الحفل التأبيني للراحل الحاج محمد قاسم الخطيب
 رسالة العلامة الخطيب إلى القادة العرب والمسلمين المجتمعين في المملكة العربية السعودية
 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب

مواضيع متنوعة :


 زيارة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب الى بعلبك
 مقابلة العلامة الخطيب مع موقع العهد
 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 خطبتا عيد الأضحى المبارك لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب
 كلمة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في معهد الامام الصادق للعلوم القرآنية في الغازية
 إحياء اليوم السادس من محرم في مقر المجلس
 إحياء اليوم الثالث من محرم في مقر المجلس
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 أهمية الحجّ في الإسلام (2) - سماحة المفتي الشيخ يوسف رغدا.
 سِيْرَةُ الإِمَامِ عَلِيّ بنِ مُوْسَى الرِّضَا (عليه السلام)

إحصاءات :

  • الأقسام : 21
  • المواضيع : 111
  • التصفحات : 317713
  • التاريخ :
 
 
الموقع بإشراف : مركز الدراسات والتوثيق © في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى - لبنان
تصميم، برمجة وإستضافة :
الأنوار الخمسة © Anwar5.Net