• القسم : النشاطات والبيانات .
        • الموضوع : كلمة العلامة الخطيب في الذكرى السنوية الأولى لرحيل سماحة العلامة الحجة اية الله الشيخ حسن طراد .

كلمة العلامة الخطيب في الذكرى السنوية الأولى لرحيل سماحة العلامة الحجة اية الله الشيخ حسن طراد



لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل سماحة العلامة الحجة اية الله الشيخ حسن طراد اقام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وعائلة الفقيد حفلاً تأبينيا في مقره حضره حشد كبير من علماء الدين وممثلو المرجعيات الدينية وشخصيات سياسية ونيابية و دبلوماسية وقضائية وثقافية وتربوية واجتماعية ومواطنون.


وبعد تلاوة اي من الذكر الحكيم للقارئ لقمان عياش وتقديم الشيخ حسن شاهين للحفل والقائه قصيدة من وحي المناسبة ، القى نائب رئيس المجلس سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب كلمة استهلها بقوله تعالى: ( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيم)، في هذه المناسبة، مناسبة رحيل عالم كبير من علمائنا الذي قضى عمره في هذا الطريق، وفي البداية درس في لبنان على أكابر علماء جبل عامل ثم توجّه إلى النجف الأشرف ليجلس تحت منابر العلماء الكبار والمراجع العظام، عرفته حينما كنت في النجف الأشرف ولم يكن  حضوره في النجف الأشرف حضوراً عادياً، كل أوقاته كانت إما في المطالعة والدرس والكتابة وإما فى الوعظ والإرشاد، وكنا في بداية دراستنا نجتمع كطلاب لبنانيين، وهو كبيرنا لتُطرّح المسائل وتُبحَث ويدلي كل واحد من العلماء المتقدّمين برأيه، ونحن كنا نستفيد بهذه الطريقة، إلى أن اعتُقلنا وسُفّرنا من العراق ومُنعنا من متابعة دروسنا والاستفادة من الجو العلمي  في النجف الأشرف، وقَدِمنا إلى لبنان واعتُقل الإمام السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) مع كثير من العلماء، في هذه المرحلة بعد أن هُجّر وأعدم وسُفّر الكثيرون منهم، فجاء إلى لبنان ليُكمل طريقه مؤيداً للخط الذي رسمه مؤسّس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الإمام السيد موسى الصدر وإن كان بعد اختطافه، ولكنه سار على هذا الطريق ونهج هذا النهج، فكان سنداً قوياً لهذه المسيرة متابعاً لهذا الخط ولهذا النهج في مواجهة الظلم الداخلي والفتنة الداخلية وفي مواجهة العدو الاسرائيلي وتأييده للمقاومة إلى جانب متابعته التدريس والكتابة، وقد ترك لنا إرثاً عظيماً، فهو عالم مجاهد مربٍ شاعر أديب جمع كل هذه الصفات وغيرها، إلى أن ارتحل عن هذه الدار إلى الله سبحانه وتعالى، وقد أدى رسالته بالقدر الذي أتيح له في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان، ذهب إلى الله سبحانه وتعالى وهو بهذه الروحية وترك ثروة كبيرة من الكتب العلمية في الفقه والأصول وغيرها.هؤلاء هم علماؤنا الذين حفظوا هذا التراث وتعمّقوا في دراسته وأصلوه  إلينا وإلى هذه الأجيال فكان النبع الذي استقوا منه، وكان هذا النهج القوي في مواجهة كل الصعاب التي اجتزناها في لبنان سواء في مواجهة الظلم الداخلي أو في مواجهة الظلم الخارجي وعلى رأسه العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وعلى لبنان.
وتابع سماحته.... ها هو دور العلماء أن يوجّهوا الناس وأن يكونوا في رأس المسيرة ليقودوا حالة الوعي لواقعهم ويوجهونهم للتمسك بفكرهم والتمسك بدينهم والتمسك بأحكامهم الشرعية والوقوف بصلابة أمام كل القضايا التي تواجهنا وتواجه شعبنا، ولقد أثمر ولله الحمد هذا الجهد وهذا الجهاد، أثمر في أبنائنا وفي أهلنا وفي إخواننا، أثمر هذه الصلابة وهذه الاستقامة وهذا التمسك بتراثهم والتمسك بفكرهم وبعدم التأثر بالدعايات المضللة التي حاولت أن تشوّه دور الدين ودور علماء الدين لأنهم يعرفون خطر هذا الدور وأنه السدّ القوي الذي يقف أمام محاولاتهم في تغريب الأمة عن تراثها وعن دينها وعن تاريخها الذي وصل إلى حدّ تفكيك الأسر و بذر بذور الشر في داخلنا، ولكننا ها هنا نقف بقوة وبصلابة وبإيمان عميق بهذه المبادئ وبهذه القيم التي نصون بها أنفسنا وأسرنا وأجيالنا وندفع بها الشر عنّا.
وقال: هذه المقاومة التي تمرّ الآن بمرحلة من المراحل الصعبة وليست هي الأولى في مواجهتنا وفي مواجهة أهلنا فهذه مرحلة من المراحل، كل جيل من أجيال شبابنا نوعاً ما وشيئاً ما من التحديات التي يستطيع حينما يغرف من هذا النبع أن يجد الحل في مواجهتها وأن يحفظ للأجيال التي تأتي بعده هذا النهج كما حفظناه كابراً عن كابر عن أئمتنا أئمة أهل البيت الذين هم سادتنا الذين رسموا لنا هذا النهج واستمر رغم كل الظلم ورغم كل العدوان الذي تعرّضنا له ورغم كل الظلمات ورغم كل العذابات التي مررنا بها، كم من الشهداء من العلماء ومن غير العلماء ومن المؤمنين الذين بذلوا دماءهم على هذا الطريق وبذلوا جهدهم وعرقهم حتى وصل إلينا هذا الدين وهذا الفكر الذي يعتبره بعض السفهاء الجهلة الحاقدين خطيراً على مجتمعاتنا، وأصلاً هذا لا يستحق الرد لأنه خطير إلى هذا الحد، نعم هو خطير عليهم، خطير على انحرافاتهم، خطير على مصالحهم، خطير على عمالتهم، خطير على ما كانوا يرجون الوصول اليه، هو وضع حاجزاً بينهم وبين أهدافهم الخبيثة وما هم سوى عملاء يرددون ما يقال لهم، نحن في مرحلة خطيرة صعبة ولكننا كما ترون كلما وصلنا الى مرحلة خطيرة وكنا وحدة متماسكة استطعنا أن نجتاز هذه المرحلة بنجاح بإذن الله وبتوفيق الله سبحانه وتعالى.
واردف.... نفتقد اليوم هذا العالم وليس من فراغ أن يقول رسول الله (ص): "إذا مات العالم ثُلِمَ في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء"، كل ثلمة يمكن أن تسد أيا كانت ولكن ثلمة موت العالم لأنه النور ولأنه البصر ولأنه الهداية ولأنه الذي يدل الناس على الطريق الصحيح فيحفظ دينهم ويحفظ مصالحهم ويحفظ وجودهم ويحفظ مستقبلهم، فقدنا هذا العالم الكبير في لبنان وهذه ثلمة لن يسدها شيء، وكما قلت في تأبين العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى رضوان الله تعالى عليه، لا نقول له عوضك الله علينا فأنك لن تُعوَّض، ولكن نقول نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للتمسك بخطك وبنهجك وبفكرك وبفكر هذه الأجيال من العلماء الكبار الذين حفظ الله بهم هذا الدين.
وختم بالقول....رحم الله شيخنا وعزيزنا وكبيرنا الشيخ حسن طراد الذي كان آخر حضوره في الدرس تحت منبر سماحة الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه)، وكفى بهذا دليلا على أهمية هذا الرجل. و الحمد لله ربّ العالمين وسلام على المرسلين وسلام عليه يوم توفي ويوم يولد ويوم يُبعث حياً، وإلى روحه وأرواح شهدائنا جميعاً، إلى روح سماحة السيد حسن نصر الله، إلى روح السيد هاشم صفي الدين، إلى روح كل الشهداء نقرأ الفاتحة بعد الدعاء للإمام السيد موسى الصدر واخويه الذين أتت في هذه الأيام ذكر اختطافهم من بيننا أن يعيدهم الله إلينا وما أحوجنا اليوم إليه في هذه الغربة التي نعيشها أمام الظالمين، و إلى روح فقيدنا العالم آية الله الشيخ حسن طراد نقرأ السورة المباركة الفاتحة.


 

  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/09/03  | |  القرّاء : 48



البحث :

جديد الموقع :


 كلمة العلامة الخطيب في الذكرى السنوية الأولى لرحيل سماحة العلامة الحجة اية الله الشيخ حسن طراد
 كلمة العلامة الخطيب خلال تشييع المؤرخ والمفكر الدكتور سعدون حمادة
 كلمة العلامة الخطيب خلال الحفل التأبيني للسيد احمد قاسم شكر الذي اقيم في بلدة النبي شيت
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 كلمة العلامة الخطيب خلال حفل تأبيبن العلامة الحجّة السيد عباس الموسوي
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 كلمة العلامة الخطيب في الذكرى السنوية لرحيل العلامة المحقق آية الله السيد جعفر مرتضى
 كلمة العلامة الخطيب خلال إحياء ذكرى أربعين الامام الحسين في بلدة الدوير
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 مقابلة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلّامة الشيخ علي الخطيب مع إذاعة النـور

مواضيع متنوعة :


 سِيْرَةُ الإِمَامِ عَليٍّ الهَادي (عليه السلام)
 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ على الخطيب
 العلامة الخطيب يستقبل رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي كمال حديد،على رأس وفد من المؤتمر
 كلمة العلامة الخطيب خلال المجلس العاشورائي الذي تقيمه جمعية التعليم الديني في قاعة الجنان
 في رحاب الحج - التطابق بين التكوين والتشريع (2) السيد حسين حجازي.
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 سِيْرَةُ الإِمَامِ مُحَمَّدٍ بنِ عليٍّ البَاقِر (عليه السلام)
 الخطوات العمليّة لولادة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب

إحصاءات :

  • الأقسام : 21
  • المواضيع : 169
  • التصفحات : 592402
  • التاريخ :
 
 
الموقع بإشراف : مركز الدراسات والتوثيق © في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى - لبنان
تصميم، برمجة وإستضافة :
الأنوار الخمسة © Anwar5.Net