• القسم : النشاطات واللقاءات .
        • الموضوع : كلمة العلامة الخطيب خلال المجلس العاشورائي الذي تقيمه حركة أمل - إقليم بيروت في معوض .

كلمة العلامة الخطيب خلال المجلس العاشورائي الذي تقيمه حركة أمل - إقليم بيروت في معوض



 

كلمة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب خلال المجلس العاشورائي الذي تقيمه حركة أمل في معوض:

السلام عليك سيدي ومولاي يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، عليك مني سلام الله ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام علي الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أنصار الحسين، السلام على أبي الفضل العباس وعلى الحوراء زينب، السلام عليكم أيها الإخوة المؤمنون الحسينيون وأيتها الأخوات الزينبيات في هذه الليالي العظيمة والمباركة والتي استمريتم على أحيائها، تحيون بها وتحيا بكم، عاشوراء وأيام عاشوراء التي نستعيد فيها ذكرى من أعظم الذكريات في تاريخنا التي بها حيا الإسلام، وبها بقي الاسلام والتي أحيَت الأمة، كربلاء لم تكن حركةً مذهبية، كانت من أجل الأمة وأحيائها كما قال سيدنا ومولانا أبو عبد الله الحسين: "ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"، وحركة أمل حينما تحافظ على إحياء عاشوراء بهذا الحضور الكبير والواسع وبالإصرار على التمسك بهذا النهج، بنهج الإمام الحسين سلام الله عليه ونهج أنصاره، التي حينما نذكر أنصار أبي عبد الله الحسين عليه السلام نتذكر قول الإمام الحسين الذي يقول فيهم "والله ما رأيت أنصاراً أصفى من أنصاري" لأنهم المؤسسون، لأنهم المتقدمون حينما تخلى الجميع في مواجهة الإنحراف والفساد، في مواجهة تشويه العقيدة والدين في الفعل والممارسة في القول والعمل، هؤلاء بادروا من دون جميع الناس ليقفوا إلى جانب الإمام الحسين عليه السلام دون خوف أو وجل من السلطة الظالمة السلطة المنحرفة، السلطة التي أرادت القضاء على الدين وعلى الإسلام وعلى القيم، هؤلاء أنصار الأطهار الذين أقدموا في ظل كل الظروف الصعبة التي كانت تحيط بهم ليقفوا إلى جانب أبي عبد الله الحسين عليه السلام، فكان لهم هذا المقام، وأنتم يا أنصار أبي عبدالله، وأنصار الإمام الصدر الذين وقفتم إلى جانب الإمام الصدر في بداية حركته وكانت الظروف صعبة وكانت الظروف مخيفة، يحيط بكم المعادون لحركة الإصلاح التي بدأها الإمام الصدر على نهج الإمام الحسين السلام الله عليه لذلك كانت لكم خصوصية، خصوصية مرحلة المواقف الصعبة سواء في الداخل اللبناني أو في مواجهة النظام الظالم اللبناني أو في مواجهة العدو الإسرائيلي، كنتم محاصرين والحرب عليكم من جهتين، من الداخل ومن الخارج، كان الداخل متآمراً والخارج معتدياً، ولهذا كنتم كما يجب أن تكونوا إلى جانب الإمام السيد موسى الصدر، ووقفتم خلفه وقدمتم الشهداء على هذا الخط، وأحييتم عاشوراء عملياً وذكّرتم الناس بمواقف الإمام الحسين ومبادئه عملياً.

وهكذا صارت حركتكم أيها الإخوة، وأنتجت يوماً بعد يوم المواقف الصلبة وخرجتم من البقعة الضيقة لتنشروا هذا النور وهذا الفكر وهذه المواقف على اللبنانيين في غالبيتهم اليوم الذين يقفون معكم في معركتكم مع العدول إسرائيلي وإلى العالم العربي وإلى العالم الإسلامي، من هنا من نقطة البداية التي انطلق منها الإمام موسى الصدر بفكره وبحركته، كان هذا الإشعاع وكان هذا النجاح وكان هذا الإتساع لهذه الحركة، حركة المقاومة في وجه العدو الاسرائيلي وكشفه، تُسجّلون اليوم معارك البطولة باتحادكم وبوحدتكم التي لا تقوم على أساس مذهبي، أنتم ثنائي وطني أنتم ثنائي إسلامي أنتم ثنائي إنساني، تقاس الأمر بمبادئها وبأهدافها، أهدافكم كانت الدفاع عن المستضعفين في لبنان، إصلاح النظام اللبناني والمجرم والمتخلي عن واجباته في الدفاع عن جنوب لبنان، وفي إصلاح هذا النظام الفاسد نظام المحاصصة، النظام القائم على الطائفية، النظام القائم على العنصرية، نحن لسنا عنصريين، نحن نؤمن بالإنسان، نحن نؤمن بكرامة الإنسان، نحن نؤمن بحرية الإنسان، نحن نؤمن بالحوار، ندعو إلى الحوار والتفاهم، وندعو إلى مواجهة الظالم، وندعو إلى الاستشهاد في سبيل الوطن وفي سبيل التراب وفي سبيل المعتَدى عليهم الذين يشكلون اليوم غالبية الشعب اللبناني، بهذه المبادئ لستم طائفيينن وليس لنا مشروع طائفي، ليس مشروعنا شيعي، لقد حاولوا أن يشوهوا صورتنا التي رسمها إمامنا وسيدنا أمير المؤمنين علي ابن علي طالب، وسار عليها الإمام السيد موسى الصدر، أنه "لأسالمنّ ما سلمت أمور المسلمين" أمور الأمة حتى التي تتجاوز الإسلام إلى الإنسانية، الأمة بكل معانيها وبكل تنوعاتها، هذه الأمة تعنينا لسنا طائفيين، يريدون أن يلقوا بفشلهم علينا حينما لم يستطيعوا أن يبنوا دولة، حينما لم يستطيعوا أن يبنوا جيشاً يستطيع أن يدافع عن حريم لبنان وعن سيادة لبنان وعن شعب لبنان، العدوان حينما كان على الجنوب لم يكن عدواناً على الجنوب اللبناني فقط، لقد كان عدواناً على سيادة، أخاطب هؤلاء الذين يقولون لنا 10452 كيلومتر، أليس الجنوب اللبناني المتنوع الأديان والمذاهب هو من 10452  كيلومتر، فماذا فعلتم لهذا الجنوب؟ لماذا ترفضون الحوار الذي دعى إليه دولة الرئيس نبيه بري؟ ليس هناك منطق، تكلموا معنا بالمنطق، إنكم لا تريدون بناء دولة، لقد هربتم أنتم من بناء الدولة حينما وقفتم في وجه حركة الإمام موسى الصدر وأشعلتم نار الحرب الأهلية في مواجهة مشروعه، اليوم تعيدون التكرار، أقول لهؤلاء الذين يترأسون ولا أخاطب طائفة، اللبنانيون بمجملهم يقتنعون بهذا الكلام، هؤلاء الذين يتحدثون أحياناً باسم الطائفة الفلانية والطائفة الفلانية وخوفاً على المسيحيين، أول ما تصيبون المسيحيين وتستغلون المسيحيين، المسيحيون هم أكثر من يصيبهم ضرركم وضرر مشروعكم، لقد كنتم في رأس الحربة هذا خط كنتم في رأس الحربة في الدعوة إلى القومية العربية، ثم كنتم في رأس الحربة في الدعوة إلى الكيانية اللبنانية، ثم كنتم في رأس الدعوة إلى التقسيم وإلى الإنعزال ونحن ضد الإنعزال وضد التقسيم وضد الكيانية التي تريد أن تفصل بيننا وبين أمتنا، نحن مع الكيانية الموضوعية لأسباب موضوعية آمنا بوحدة لبنان وبشعب لبنان واحداً وبإلانسان اللبناني الواحد الكريم، ولكننا نقبل بالكيانية الموضوعية لأسباب موضوعية نقبل بها، وفشلتم في الدفاع عن جنوب لبنان فشلتم في بناء الدولة وفشلتم في الاستجابة لمشروع الوطن الذي يستطيع أن يحمي شعبه وكرامة شعبه وإنسانة وأشعلتم الحرب الأهلية، أنتم الذين اليوم تقفون في وجه دعوة دولة الرئيس نبيه بري للبدء في إصلاح النظام، أنتم اليوم تريدون أن تعيدوا أجواء حرب 1975، لن تستطيعوا لأن الذين يملكون اليوم القرار الشعبي وعلى الارض هؤلاء ليسوا أعداءً لا للمسيحي ولا لأي طائفة أخرى، هم كلهم لهم نفس الكرامة ونفس الحقوق.

أيها الأخوة الأعزاء، من هنا نعرف الموقف من القضية الفلسطينية، الموقف من القضية الفلسطينية وما دخلنا بفلسطين وما دخلنا بسوريا، أنتم أساساً الذين عملتم اتفاقية القاهرة، أنتم الذين جعلتم الفوضى في جنوب لبنان، أنتم الذين أتحتم للعدو الإسرائيلي أن يدخل إلى لبنان واستعنتم به أن يدخل إلى لبنان، حينما نتكلم هذا الكلام يقولون دائما أنتم تذكرون بالماضي، الحاضر والماضي واحد، نفس المواقف التي وقفتموها وكانت علنية اليوم تقفون نفس الموقف، نحن نخاطب اللبنانيين جميعاً أن هذا المسار ليس له سوى نتيجة واحدة هو الخراب، الخراب الذي تصنعونه اليوم في مؤسسات الدولة في تأخير الحل في حل مشاكل الناس في حل الموضوع الاقتصادي في الموضوع الإجتماعي في موضوع الدفاع عن سيادة لبنان تنتظرون لتحقيق مشروعا آخر لن يتحقق، أنا ربما أخر مرة أتكلم بهذا الموضوع لأنكم صرتم من الماضي، ونحن حينما نتكلم عنكم اليوم نعطيكم معنى لأنه لا معنى لكم، أقول بصراحة هذا والشعب اللبناني عليه أن يقول كلمته بصراحة، نحن لسنا جزيرة معزولة في لبنان، نحن أمام واقع، العدو الاسرائيلي يهددنا كل يوم الذي يتجاوز القرار 1701 كل يوم، من الذي فسح المجال لأن تكون هناك مقاومة، تذكروا الإمام موسى الصدر وهو يدعو الدولة وطرح عليها مشاريع كثيرة من جملتها موضوع أنصار الجيش رفضتم، أنتم أن تبيحوا جنوب لبنان وقسم من لبنان للعدو الإسرائيلي، لم يكن هناك دولة حتى تقولون بأن هناك دولة ضمن دولة، لم يكن هناك دولة، من هي المقاومة؟ المقاومة هي ابناء القرى الأمامية التي تدافع عن بيوتها وعن مزارعها وعن مصانعها وعن حياتها وعن أعراضها،  تريدون أن ينتهك حدودنا العدو الإسرائيلي وسيادتنا وأن يقصف بيوتنا ويدمر أحياءنا ويقتل أبناءنا كما يصنع اليوم في غزة ونرفع له الراية البيضاء، لا هذا زمان لم يكن ولن يكون منذ أن كان الإمام موسى الصدر وما زال الإمام موسى الصدر هو رئيسنا هو قائدنا هو موجّهنا هو الذي نستنير اليوم بفكره وبمواقفه، لن نحيد عن مواقف الإمام موسى الصدر الإنسانية، يقولون لنا لم يكن هكذا الإمام موسى الصدر، من خلق المقاومة؟ الإمام موسى الصدر هو الذي خلق المقاومة؟ وأنتم كنتم أعداءً للمقاومة ونتذكر ماذا قلتم حين انفجار عين البنيّة وشهداء عين البنيّة أن رجل دين يدعو إلى حمل السلاح، نعم نحن إمامنا الإمام الحسين حمل السلاح دفاعاً عن العرض وعن الدين وعن الشرف وعن كرامة الإنسان، فهل تريدوننا أن نقف أمام العدو رافعين راية الإستسلام حتى نكون وطنيين؟ إذا كانت هذه وطنيتكم فمبروكة عليكم ونحن لا تشرفنا هذه الوطنية، معركة غزة ليست لأجل غزة وليست لأجل الفلسطينيين، معركة غزة ضد الأمة كل الأمة بما فيها لبنان، العدو الإسرائيلي لم يتركنا في لحظة من اللحظات ولهذا أضطررنا إلى حمل السلاح، ومن هنا من يريد تهشيم المقاومة فهو يهشم نفسه، لقد أردتم أن تهشموها منذ البداية ولكن فشلتم، تعالوا إلى العقل، تعالوا إلى كلمة الحق، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم واستجيبوا لدعوة دولة الرئيس نبيه بري الوطني صمام الأمان لهذا البلد، أنتم قلتم عنه صمام الأمان، أنتم الذين ابتدأتم بالقول عنه أنه صمام الأمان فماذا تغير؟ هو القادر على أن يعطيكم المخارج للخروج من هذه الأزمة فاستمعوا له اليوم وستعودون إليه، فعودوا إليه بأريحية قبل أن تضطروا إلى هذه العودة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعظم الله أجوركم، شكر الله سعيكم أيها الحسينيون الثابتون على أرض صلبة قوية، على الأرضية التي وضعها لكم الإمام السيد موسى الصدر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2024/07/10  | |  القرّاء : 712



البحث :

جديد الموقع :


 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 ندوة حوارية في المجلس الشيعي حول فكر الإمام شمس الدين: الخطيب وسلام وعبس ورحال يطرحون رؤية العالم الراحل
 العلامة الخطيب يزور الخيام ويواكب العائدين إليها: اليوم إنكسر جبروت العدو إنتصارا لكل لبنان
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 العلامة الخطيب من الهرمل: نريد جيشا قويا ودولة تدافع عن لبنان وليس عن طائفة
 كلمة العلامة الخطيب خلال اللقاء الحواري الذي نظمه مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي
 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 كلمة العلامة الخطيب خلال الحفل التأبيني للراحل الحاج محمد قاسم الخطيب
 رسالة العلامة الخطيب إلى القادة العرب والمسلمين المجتمعين في المملكة العربية السعودية
 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب

مواضيع متنوعة :


 لقاء حواري حاشد في طرابلس مع سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 تردد إذاعة البصائر
 العلامة الخطيب يستقبل وفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 كلمة العلامة الخطيب خلال المؤتمر الدولي العلمي الثاني تحت عنوان "الآفاق المسـتقبلية لأتباع أهـل البيـت" في بغداد
 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 الآثار التربوية للحج (1) - سماحة الشيخ محمد حجازي
 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 ندوة للعلامة الشيخ الخطيب في قاعة كنيسة جدرا بدعوة من جمعية الشوف للتنمية
 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب

إحصاءات :

  • الأقسام : 21
  • المواضيع : 111
  • التصفحات : 317728
  • التاريخ :
 
 
الموقع بإشراف : مركز الدراسات والتوثيق © في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى - لبنان
تصميم، برمجة وإستضافة :
الأنوار الخمسة © Anwar5.Net