
القى سماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب كلمة في المجلس العاشورائي الذي اقيم في حسينية بلدة السكسكية بحضور حشد من علماء الدين والشخصيات والفعاليات الاجتماعية والتربوية ومواطنين.
وقال سماحته: في هذه الليالي المباركة من محرم الحرام ونحن ننهي ما تعارف على إحياء هذه المناسبة في هذه الليالي ، نسأل الله تعالى ان يعظم أجورنا وأن ينفعنا بهذه المجالس التي ليست طقساً من الطقوس وليست هي هوية لنتمايز بها عن الآخرين وعن طقوس الاخرين، هي هوية ثقافية وهوية رسالية، نحيي فيها ذكرى الامام الحسين(ع) من أجل إكمال ما بدأه حين قام بهذه الثورة وحين سُدّت الطرق والنوافذ للإصلاح، الثورة هي أعلى أساليب المواجهة مع خط الانحراف، لقد سبق ثورة الامام الحسين(ع) بعد انحراف السلطة واغتصابها، إن أمير المؤمنين(ع) كان أول المعترضين على الانحراف وعلى السقيفة وتعلمون الحادثة التي جرت مع الامام علي حين بقي في بيته وكان معه بعض أصحابه مثل الزبير وعمار ومجموعة من القلة التي التزمت والذين التزموا وصية رسول الله(ص)، وأن الولاية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) الذي اعترض على نتائج السقيفة لقد سجّل اعتراضه على الحكم واكتفى بمقولته الشهيرة:"لأسالمنّ ما سلمت أمور المسلمين"، الحركة الثانية التي هي من حركات الاعتراض الفردية كانت من مالك بن نويرة وهو من قبيلة محترمة ومعروفة وهو أيضاً صحابيٌّ جليل ومعروف حين امتنع عن أداء الزكاة للخليفة الأول اعتراضاً على الانحراف وأن الخلافة لعلي بن ابي طالب(ع) فهو ولي المؤمنين ولم يكن امتناعه عن اداء الزكاة انكارا للزكاة ، واتُهم بالردة وقتل بطريقة بشعة وبُنيَ بزوجته في نفس الليلة لمطامع شخصية كما اريد بها اسكات اي صوت معارض لما حصل .
الشكل الثالث من حركات الاعتراض كان ما فعله أبو ذر الغفاري الصحابي المعروف في مواجهة تصرفات عثمان المالية واعطاياته لإخوته وأقربائه واعتباره العراق ملكا لبني أمية ما شاؤوا أخذوا منه وما شاؤوا أعطوه، واجه أبو ذر هذه الحالة وأعقبها اعتراض ثالث وهو ثورة أهل مصر والجند التي انتهت بمقتل عثمان نتيجة تآمر مروان ابن الحكم وسدّ الباب على محاولة الصلح التي قام بها الامام علي(ع) لأنه كان يعرف أن الأمور ستذهب الى الفتنة وهكذا كان، بعد أن تسلم الامويون حيث كانوا يهيئون الظروف للوصول الى السلطة، أبو سفيان حينما غُلب على أمره في مكة وأظهر الإسلام وهذا رأس النفاق في مكة وحزب النفاق قال: انا أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله وفي نفسي من محمد رسول الله شيء، بنو أمية تسللوا الى السلطة وخصوصاً في عهد الخليفة الثاني حينما ولى معاوية على الشام بعد الفتوحات وبعد فتح بلاد الشام ، وصلوا إلى أن يكون معاوية هو والي الشام، المرحلة الثانية عهد عثمان الى عبد الله بن أبي سرح وغيره وهو أموي ولكنه من أقرباء عثمان من أمه، وخلال اكثر من عقد بقليل إستطاع الأمويون أن يصلوا إلى السلطة وأن يمسكوا الأمور بأيديهم حينما توفي رسول الله(ص) ماذا قال، قال: "دفناً دفناً وقال تلقفوها يا بني أمية تلقف القرى فوالله لا جنةٌ ولا نار"، وصل بنو أمية إلى الحكم وما زال الإسلام طرياً طري العود وما زال رسول الله قريب العهد منهم ولم يعترض أحد ومشوا في الإنحراف، صبروا في عهد معاوية الذي إستخدم القتل والسجن والنفي لكل من يذكر رواية يذكر فيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) وكل من كان يوالي أمير المؤمنين ويُعرف أنه يوالي أمير المؤمنين بل من شك في موالاته، يُعتقل ويُقتل أبشع قتلة كما حصل مع حجر ابن عدي رضوان الله تعالى عليه ، هذا الصحابي الجليل الذي فتح برج عذراء الذي تم فتحه على يديه ، حينما تمسك مع ولده بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) و تمسك بالمشروع الإلهي، بمشروع الأمة، بالمشروع الإسلامي كما قاله الله سبحانه وتعالى، معاوية جلب إبنه إلى مرج عذراء وخيره بين أمرين بين أن يتبرئ من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) وبين أن يُقتل فإختار أن يُقتل على أن يتبرئ من ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) ، يعني أن يترك المشروع الإلهي، مشروع الأمة ، فخُيره أن يقتل إبنه قبل أو يقتل قبله، لاحظوا هذا الوضع الذي يضعه فيه معاوية فقال لهم أقتلوا إبني أولاً فتعجبوا منه فقال أنا أخاف إذا ولدي رأني وأنا أُقتل فيتراجع عن ولاية علي بن أبي طالب(ع) حينئذٍ يخسر الدنيا والآخرة، أما أنا واثق من نفسي تقتلوا ولدي أنا أصبر حينما يُقتل ولدي على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع، حينئذٍ أنا أكون مطمئن النفس بأني لم أخسر ولدي ولا يخسر لا دنياه ولا آخرته، تفكير كان بهذا النحو بأن ولاية علي بن أبي طالب ع تساوي كل شيء، إذاً معاوية إتبع هذا الأسلوب، إتبع ملاحقة الذين يصرون على ولاية أمير المؤمنين و إشترى رواة الأحاديث لأنهم هم كانوا الجهاز الإعلامي فكان يأتي براوي ليمدح معاوية بن أبي سفيان، لقد إشترى الرواة وأمرهم بأن يحذفوا كل حديث مروي عن رسول الله في فضل علي بن أبي طالب(ع)، وإخترعوا أحاديث وروايات مكتوبة عن رسول الله ص لبثها بين الناس في فضل بني أمية وهكذا إشترى الرواة، إشترى قادة القبائل طبعاً قادة القبائل الذين هم المجتمع و عندما يشتري شيخ قبيلة يعني إشترى القبيلة بأجمعها وهكذا إستطاع أن يسيطر على المجتمع بهذه الطريقة ،فضلا عن تحريض القبائل ضد بعضها البعض، فيتقاتلون في ما بينهم ويسعون أن يكون كل واحد منها أقرب إلى السلطان ويأخذ الجائزة ، و أن يتقرب إلى معاوية، هنا إنطفأت حركة المعارضة يعني هناك رواة يرون أحاديث رسول الله ص ، وصلنا إلى مرحلة ان يغيروا المفاهيم والدين ويؤيدون الظلم و الإنحراف والروايات المدسوسة تؤيد تصرفات الحاكم والسلطان في المال حيث يتصرف كيفما يشاء، فتفشى الفساد، فساد في المجتمع و إلقاء الناس في فتن مع بعضهم البعض كي يبقى الحاكم مطمئنا ممسكا بالسلطة وحينئذٍ يهيأ لأن تكون السلطة لبني أمية لمدة طويلة، هنا الدين تعرض للخطر و لم يكن للإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه إلا أن يتحرك على هذا النحو الذي يثور في وجه الحكم الأموي وبالتالي أن يدفع وهو يعلم أساساً أن هذه الحركة ليس لها مجال لتنتصر عسكريا كما سمعتم في مجالس العزاء وفي السيرة الحسينية أن الناس حتى الذين بعثوا إليه من أهل الكوفة تراجعوا عما تعهدوا فيه وعلى هذا الأساس قُتل مسلم بن عقيل، الحركة فأُجهضت هذه الحركة في مهدها وساد الخوف في المجتمع حينئذٍ مع هذه الحالة لم يجد نصيراً واحداً، وهكذا ف إذاً مواجهة النظام بهذا الشكل الذي إستشهد معه بهذه الرزية، بهذه الفاجعة وأن يكشف بني أمية أمام الناس حينما تصرفوا في كربلاء معه ومع أصحابه ورجاله بهذا الشكل وبهذا العنف قصد به ان يهز هذا المجتمع ليتجرأ هذا المجتمع على الخروج على بني أمية وبالتالي استطاع ان يضع حداً لسلطتهم ، بعد ثورة الإمام الحسين(ع) هناك بون شاسع، وفرقٌ كبير في وضع المجتمع الاسلامي بين فترة ما قبل الثورة وما بعدها ، الناس قبل الثورة ساكنة، هادئة، تتعامل مع النظام، بعضهم إشتريت ذممهم بالمال، بعضهم بالمواقع، بعضهم بالمناصب، كما في كل الأزمان مع كل الحكومات ومع كل العصور هناك أنواع من ناس بعضهم ضعيف إلى درجة أنه يعيش يخاف أساساً بلا مال هو يخاف يسكت ويجلس في بيته، البعض الثاني لا يسكت إذا كان له جماعة حينئذٍ يقبل بالمال، البعض ، ما قبل ثورة الإمام الحسين سلام الله عليه وما بعد هذه الثورة هناك أمور تغيرت كثيراً كما تقرأون في التاريخ الكثير من حركات الإعتراض والثورات حصلت بعد الثورة، ثورات العلويين وغير العلويين على بني أمية، ولم يهدأ حكم بني أمية على الإطلاق حتى أسقط في النهاية جاءت الحركة العباسية أيضاً بإسم يا لثارات الحسين، بإسم الحسين أسقطت النظام الأموي وإن كانت أسوء من النظام الذي قبله، العباسيون كانوا أسوء من الأمويين حتى قال الشاعر عن لسان العلويين: "يا ليت ظلم بني أمية دام لنا وليت عدل بني العباس في النار".
أيها الأخوة، ان حركة الإمام الحسين هي حركة للإصلاح، حركة تحرير المجتمع في مواجهة الفساد والخروج على الدين وتغيير الدين والمفاهيم الدينية، عندها أتى الإمام الحسين(ع) كانت ثورة كربلاء وكانت هذه المجزرة وهذه الآلام التي تحملها أهل البيت حيث يقول الإمام الصادق(ع) في وصف حال أهل البيت بعد معركة كربلاء
إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا ، وَ أَسْبَلَ دُمُوعَنَا ، وَ أَذَلَّ عَزِيزَنَا بِأَرْضِ كَرْبٍ وَ بَلَاءٍ ، أَوْرَثَتْنَا الْكَرْبَ وَ الْبَلَاءَ إِلَى يَوْمِ الِانْقِضَاءِ
، إن أهل البيت أُذلوا في ما جرى معهم في كربلاء ينقلونهم من مكان إلى مكان اسارى يقولون بهم ويستعرضونهم في المدن والقرى التي مروا بها عدا ما قام ا به على صعيد كربلاء بعد إستشهاد الإمام الحسين(ع) وطريقة التعاطي مع الإمام الحسين بهذه القساوة، بعد أن رُضّ صدره بالخيول جاؤوا على الخيم، أحرقوها وفيها أطفال نساء، ثم أتوا على النساء والأطفال يأخذون الأقراط من أذانهم وهكذا كان الخوف كبير جداً ثم أخذوهم من بلد إلى بلد من كربلاء إلى الكوفة، من الكوفة إلى الموصل وما بينهما ومن الموصل إلى حمص ومن حمص إلى بعلبك ومن بعلبك إلى عكا ثم من بعدها إلى الشام حيث يُجمع الناس وتُزين دمشق ويخفى على الناس حقيقة قافلة اهل البيت حيث اشاع انهم من الخوارج، هو سمى كل حركة تعترض عليه بالخوارج يعني هؤلاء عصابات متمردة، هؤلاء يخرجون عن الشرعية وبالتالي يستحقون القتل، هذه الآلام التي عاشها أهل البيت، و التي عاشتها السيدة زينب، و عاشها أطفال أهل البيت ونساء أهل البيت صلوات الله وسلامهم عليهم، هذه الآلام كلها من أجل ماذا؟ من أجل حفظ الدين ومن أجل ايقاظ الأمة، من أجل أن تتحمل هي الإصلاح، السلطة لا يمكن أن تصلح نفسها، السلطة أساساً في أغلب الأحيان هي سلطة فاسدة، السلطة تغري الناس، السلطة محل الوجاهة، محل الاقتدار والنفوذ، ، محل كل ما يغري الإنسان، فإذاً السلطة دائماً قابلة للانحراف و للظلم، ولهذا هي تحتاج لمن يصلحها، من الذي ينبغي أن يصلحها هذه وظيفة الأمة التي ورد فيها كنتم خير أمة تخرجون للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، هذه مهمة الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عدم السكوت عن الظلم، وعدم السير مع الظالم في الحياة، هذه الأمة حينما نتحدث عنها أراد رسول الله، أراد الإمام الحسين سلام الله عليه أن تقوم بوظيفتها وأن يعيد من خلالها السلطة أيضاً لتقوم بوظيفتها لأن السلطة هي تنظيم من تنظيمات الأمة، هذه الأمة هي التي تعمل السلطة، هذه السلطة في الإسلام واجبها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حين تصبح السلطة هي تأمر بالمنكر وتنهي عن المعروف حينئذٍ من هو الذي يجب أن يصلحها ويعيدها إلى الطريق المستقيم، هم الناس، هم المؤمنون الذين يشعرون بالمسؤولية، الذين يشعرون بمراقبة الله سبحانه وتعالى لهم، الأمة هذه هي أمة بُنيت على الإيمان بالله سبحانه وتعالى، على تحمل المسؤولية الذين غداً نحن جميعاً حينما نذهب إلى الله سبحانه وتعالى، غداً يوم الحساب، ماذا يُقال عند الله سبحانه وتعالى ملائكته الخطاب هو : "وقفوهم إنهم مسؤولون" المسؤولية يعني أن تقوم بالمسؤولية، أن تتحمل ألامانة الإلهية، هي الدين، هذه الأمانة ينبغي الحفاظ عليها، ينبغي الحفاظ على سلامتها، ينبغي منع افسادها، منع إستفادة النظام منها، كما يحصل في كثير من الأحيان أن النظام يحاول التلاعب بالمفاهيم الدينية ثم يحوّل الدين إلى مادة يستغلها في سبيل تمكنه من السلطة، فقهاء السلاطين، من هم فقهاء السلاطين؟ فقهاء السلاطين هم الذين يعرفون الإسلام، يعرفون الحق، يعرفون الشريعة ولكنهم آثاروا الدنيا على الآخرة، باعوا آخرتهم بدنياهم طمعاً في المنصب، طمعاً في الموقع، طمعاً في المال، هؤلاء ما هي وظيفتهم الجديدة؟ وظيفتهم الأصلية هي الإصلاح، وظيفتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حين يصبحون لدى السلطان وفقهاء لدى السلطان يحوّلون وظيفتهم إلى وظيفة الحفاظ على الانحراف و الحفاظ على ملك السلطان وهكذا اضفاء الغطاء الشرعي على تصرفات الحكم والسلطان، هؤلاء الذين وظيفتهم أن يكونوا موجّهين للرأي العام، الذين يمثلون اليوم الإعلام والإعلان والكُتاب والذين يوجهون الرأي العام هؤلاء كلهم هم الذين يعتمد عليهم حينما يبيعون دينهم، حينما يصبح المهم عندهم هو المال والموقع حينئذٍ على الإسلام السلام، من الذي يقوم بالتوجيه الصحيح هؤلاء هكذا بعضهم أفتى بقتل الإمام الحسين سلام الله عليه وأنه يستحق القتل وقد سمعتم بعض المنحرفين الذين يقولون عن الإمام الحسين خرج عن حده اي عن( الشرعية) فقُتل بسيف جده
يعني كان قتله مشروعاً.
ان النافذين في الأمة ، الذين يعرفون الحق، هؤلاء هم الذين يتحملون أكبر المسؤولية في المجتمع لو أنهم ضحوا قليلاً لم يبيعوا دينهم ولم يبيعوا آخرتهم، لم يبيعوا ضمائرهم، هؤلاء حينئذٍ لو قاموا بوظيفتهم المجتمع يبقى بألف خير، الدين يبقى بألف خير وينعم المجتمع بالإستقرار ونعمة الإيمان وكل ما يعتقده الإنسان يقوم به بشكل جدي وبأمانة ولكن حينما يبيع دينه ويبدله بدين السلطان. وبدل أن يكون عاملاً عند الله وعند الناس يصبح عاملاً وعبداً لهذا السلطان وعبداً لهذا الحاكم، هنا المثقفون، المتعلمون، العلماء، الخطباء، هم الذين يوجهون ويصنعون الرأي العام، الإعلام، الإعلام اليوم مشكلتنا، اليوم الإعلام في أغلبه هو ضدنا، هو يروج للفساد، يروج للفاسدين في البلد في المقابل نحن لسنا خالي الوفاض، نحن لدينا مخزون من القيم ما يحصل اليوم من هجمة على قيمنا، على قيم مجتمعنا، على أخلاق مجتمعنا، يراد تفسيق هذا المجتمع وضربه وضرب البنية الأساسية فيه التي هي مركز القوة لدينا الأسرة، حينما يذهبون الى محاولة نشر الفساد في الاسرة، وإشاعة الفحشاء والفساد والى محاولة جعلها أمراً طبيعياً ومشروعاً وتزيينها للناس كما في الشذوذ الجنسي حينما يقولون بأن هذا أمر طبيعي وليس أمراً مرضياً وينبغي إفساح المجال لهم في المجتمع وتشريع ذلك في المجلس النيابي.
واشار سماحته الى ان هناك 9 نواب تقدّموا من المجلس النيابي من أجل تشريع الشذوذ الجنسي في المجتمع، هذا ينبغي أن يلاقي منا جميعاً موقفاً حاداً ولا ينبغي ان ننتظر على مقاعدنا وأن نقول أن مجلس النواب وحده يستطيع ان يرد هذه المسألة، هناك ضغوط خارجية وداخلية من اجل تشريع الفساد الأخلاقي في المجتمع، غداً سيقولون لأبنك: لا يوجد ذكر وأنثى لا اب ولا ام، انظروا الى هذه المحاولات للتحويل الكامل للمجتمع والتغيير الكامل للمفاهيم لتفكيكه بشكل كامل ماذا سيؤدي؟ سيؤدي الى ان هذه الوحدة داخل الاسرة وداخل المجتمع التي بها استطعنا أن نقف على أرجلنا رغم محدودية القدرات ولكن بهذه القدرات المحدودة رغم كل الدعايات التي وُجهت ضدنا في كل الحروب التي وجهت الى ثقافتنا والى الرأي العام لتوجيهه للإنقلاب على نفسه وللانقلاب على المقاومة وللانقلاب على مفاهيمه وعاداته وتقاليده، هؤلاء يأتون على نقطة القوة هذه لضربها ولأخذها من أيدينا، واذا استطاعوا أن يصلوا الى هنا سينتهي المجتمع وسيتحللل وسيقودوننا كما يشاؤون وكما يريدون. إذاً هذا الموضوع خطير، فإما أن نبقى وإما ألا نبقى، أنتم الذين وقفتم في وجه أعظم عدوان وجيش في الشرق الأوسط يدعمه العالم كله، وقفتم في مواجهة العدو الإسرائيلي واستطعتم هزيمته وتحرير أرضكم والآن أنتم تقفون في وجهه، ليس بالضرورة فقط العسكري الذي يقف على الحدود والمقاوم الذي يحمل السلاح هو الذي يقاتل فأنتم أيضاً تقاتلون حينما تحتضونه وحينما تؤيدونه وحينما لا تسمحون بضربه وحينما لا تسمحون للأبواق المرتبطة بالخارج التي تعمل للعدو الإسرائيلي حينما لا تسمحون لهم بضربه وبتشويهه حينما تحتضونه أنتم تقاومون أيضاً.
وقال: هذه ساحة قاومنا فيها والساحة الأعظم والأخطر هي الساحة الثقافية والاجتماعية وساحة الأسرة للحفاظ على القيم، هذه قيمنا التي من أجلها استشهد الامام الحسين وعرّض نساءه وأبناءه وإخوانه لهذا المصير في كربلاء من أجل هذه القيم ومن أجل القيم الأخلاقية، نحن دفعنا ثمن هذه القيم دفعنا ثمن هذا التاريخ من المظالم، دفعنا ثمن هذا التاريخ من المقاومة، دفعنا ثمن هذا التاريخ من الشهداء وعلى رأسهم سيد الشهداء الامام الحسين (ع)، نحن نتعلم في مجالس عاشوراء أن تكون نساؤنا كزينب (ع) التي وقفت في المعركة حفظت أولاد الامام الحسين ومعنويات النساء اللاتي كنّ في كربلاء ورأينّ المجازر التي ارتكبت بحق أزواجهم وأولادهم وإخوانهم ووقفت صامدة حينما أتت الى جسد الامام الحسين وهو جثة بلا رأس ترفعه بين يديها وتقول بكل ثقة وصلابة امام العدو: "اللهم تقبل منا هذا القربان"، حينما تقف في وجه ابن زياد وتخاطبه بهذه الخطبة البليغة وتوبّخه وتحط من قدره وأمام يزيد والامام زين العابدين (ع).
وتابع..نحن نحيي عاشوراء من أجل حفظ مجتمعنا وقيمنا لأن هذه القيم التي دافع عنها الامام الحسين (ع) هذه القيم الأخلاقية والمعنوية التي هي قوام مجتمعاتنا وفيها حفظ وجودنا الآن وغدا وبعد غد وللمستقبل، إما أن ننجح في هذه المعركة وإما أو نفشل وإما أن نموت لأن الفشل يعني الموت والنجاح يعني الحياة دائماً وثقوا بأن هذا الدين سيبقى وسينتصر وتبقى هذه القيم بوعد إلهي لا يتخلف
يريدون ليطفؤا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون هذه مرحلة مصيرية من المواجهة مع العدو الذي انحدر بهذه المفاهيم وبهذه الأخلاق حتى وصل الى هذا المحل الذي أصبحت فيه قيم مجتمعنا مهددة ، لا نريد أن نكون كهذا المجتمع الذي ليس له عمق في التاريخ وفي الفكر، التاريخ والفكر هما في منطقتنا هنا، هنا اول انسان وُجد، هنا الحضارات وجدت في بلادنا وهنا المقاومة وجدت، وهنا الفكر وجد، نحن لنا هذا التاريخ الغني، ولنا هذه الثقافة الغنية، ولنا هذا المجد، لنا هذا العمق في التاريخ وفي الفكر فلا يجوز لنا وليس هناك لنا من عذر في ان نخسر هذه المعركة مهما يمتلكه هذا العدو من قوة وأدوات إعلامية ومادية وحصار، هو يمتلك الكثير ولكننا نمتلك الشيء الأقوى والأفضل نحن نتملك الحق والحق هو الله، ومن كان مع الله كان الله معه.
وختم... نحن نخوض معركة الايمان ونخوض معركة الحق ولهذا لا نخاف ولو استشهد منا أناس لنحافظ على أرضنا وكرامتنا وأبنائنا وأسرنا ووجودنا، سيكون هناك منا شهداء وسيكون هناك أبواق تضخ سمومها علينا ولكننا في سبيل الله وفي سبيل وجودنا وديننا يجب أن نتحمل ما نتحمله الله تعالى يمتحن الأمم، يمتحنهم بهذا وبأمثاله فلننجح في هذه المسؤولية الاجتماعية.