• القسم : النشاطات والبيانات .
        • الموضوع : إحياء الليلة التاسعة من محرم الحرام في مقر المجلس .

إحياء الليلة التاسعة من محرم الحرام في مقر المجلس

برعاية وحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب جرى إحياء اليوم  الثامن من محرم الحرام  في مقر المجلس طريق المطار ، بحضور حشد  من علماء دين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين.
وبعد تلاوة اي من الذكر الحكيم للقارئ احمد  المقداد قدم الحفل د. جهاد سعد فقال:  في كل عاشوراء نولد من جديد ، وتتجدد بنا ومعنا نهضة الإسلام الحنيف :حسين مني وأنا من حسين، وفي الأربعين يكتمل بدر العشق فتطوف القلوب حول المقام الشريف في ظاهرة كانت ولا تزال تحير العالم، أسست مسيرة الأربعين  "رسالة الحب القوية"، و ليس في بال الحب أن يرسل رسالة لأحد غير الأرواح الطاهرة التي بذلت كل ما تملك لإعلاء كلمة الحق والعدل، ولكن سبحان الله جعلت قوة المسيرة للحب لسان وثقافة. يقفل الناس أعمالهم ويتخلون عن الاشتغال بالأرباح المادية طمعا بزاد الروح، ويحولون الرحلة من مدينة العلم إلى مدينة الشهادة إلى مسيرة حياة في مدن مفتوحة لمن أراد أن يخدم ويتفاعل ويتعلم. ثم ينظر العالم إلى أكبر جمع ديني فيه ويتحير، هذا يفهمها استعراض قوة للشيعة، وذاك يفهمها ردا على الإرهاب، وتتحول عجوز مؤمنة  إلى سلاح استراتيجي وهي لا هم لها إلا الإقتداء بزينب عليها السلام.  
الأقوياء لا يبكون عادة، ولكن لا توجد قوة على سطح الأرض أقوى من البكاء على الحسين وأولاده وأصحابه، يحضر الباري عند المنكسرة قلوبهم من أجل الحق، فيمسك بأيديهم إلى طريق لا تنفصل فيه الكرامة عن التضحيات، ولا الحرية عن العدالة، ولا الموت عن الحياة. كم هو حي هذا الموت وكم هو روي هذا العطش وكم هو لذيذ ذاك التعب... والطريق طويل لكي تبلغ الأمة الأربعين.


والقى رئيس اتحاد الكتَّاب اللبنانيين الدكتور أحمد نزَّال كلمة قال فيها :
ها هو شهرُ المحرَّم: شهرُ الهجرتين، هجرةِ النبيِّ من مكةَ إلى المدينة، وهجرةِ الحسينِ من مكةَ إلى الكوفة، وما بين النبي والحسين نهجٌ يتواصل، يأخذ من تعاليم الدين الحنيف ما يقود إلى الحق والعدل، نهجٌ لا تُعطَّل فيه الحدود، ولا تستحلُّ فيه حرمات الله.
في بداية هذه الكلمة أسأل السؤال المركزي: لماذا وقف القرشيون خصوصاً، ومالكو الثروة عموماً، موقفاً معادياً للإمام علي، وعملوا جهدَهم من أجل الحيلولة دون توليه الخلافة، على الرغم من معرفتهم بموقعه من النبي، ودورِه في التاريخ الإسلامي، وأهليَّتِهِ لها وصيةً وكفاءةً، ثم لماذا اغتصب الأمويون الخلافة بقوة السيف؟
في سبيل الإجابة عن هذا السؤال بمقدار ما يتيحه الوقت، لا بدَّ من معرفة موقع قريش في النظام الاجتماعي ورؤيتها إلى ما ينبغي أن يكون عليه الحكم، وثانياً معرفة نهج النبي محمد في بناء هذا النظام وحكمه، ونهج الإمام علي.
اجتمعت لقريش عواملُ متعدِّدةٌ، منها: احتكار التجارةَ البرية وتنظيمها بشكل ممتاز، إقامة علاقات تجارية بحرية مع الحبشة، تطوُّر اللغة وتوحيدها، الأسواق التجارية المتعدِّدة، الحج إلى مكة، فسادَ التجار الأغنياء، وكثر العبيد، ووصل المجتمع المكي إلى مستوى من الترف والغنى في جانب، والفقر في جانب آخر، يعبِّر عن هذا المستوى الخبر الذي يفيد أن عبد الله بن جدعان أرسل ألفي بعير لتجلب له البرَّ والسمن للفقراء.
ولتوفير شروط الاستقرار عرفت مكة ما سُمِّي "دار الندوة" للحل والعقد، وإذا بدا أن فئة من القرشيين تعتدي، عقدت فئة أخرى ما سُمَّي "حلف الفضول" وهدفه إنصاف المظلوم من الظالم، والداعي إليه الزبير بن عبد المطلب بن هاشم، والمعتدي هو العاص بن وائل السهمي، والمعتدى عليه هو الزبيدي. وقد أبدى النبي في ما بعد رضاه عن هذا الحلف، وأن الإمام الحسين عندما ظلم في عهد معاوية هدَّد بالدعوة إلى حلف الفضول.
وهذا يبيِّن حاجة المجتمع المكي إلى نظام مجتمعي، وقد تبلورت فيه فئتان أساسيتان: مالكو الثروة والعبيد الذي يبحثون عن خلاص، الأول ممثَّل بالعاص بن وائل السهمي، الظالم المعتدي، والثاني ممثَّل بالزبير بن عبد المطلب الداعي إلى إنصاف المظلوم، وبعبدالله بن حدعان الذي أطعم الفقراء، وكانت دارُهُ مكان عقد حلف الفضول.
في هذا الواقع جاء النبي يدعو إلى الإسلام، ليقيمَ مجتمعَ العدالة، فكان الصراع مع القرشيين، وهذه بعض الأخبارِ الدَّالة:
جاء رؤساءُ قريش إلى النبي يقولون: فإن كنت إنما جئت تطلب بهذا الحديث مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فنحن نسوِّدك علينا، وإن كنت تريد به ملكاً ملَّكناك علينا..."، فقال لهم: ما جئت لما ذكرتم، ولكن الله يعثني إليكم رسولاً، وأنزل عليَّ كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً فبلَّغتكم رسالات ربي".

وفي حدثٍ آخر: مشى عتبة وشيبة ابنا ربيعة وآخرون من رجالات قريش إلى أبي طالب: وقالوا له: لو أن ابن أخيك طرد عنا هؤلاء الأعبد والحلفاء كان أعظم له في صدورنا، وأطوع له عندنا، وأدنى لاتباعنا إياه وتصديقه، فأنزل الله تعالى الآية: وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلَّهم يتَّقون- ولا تطرد الذين يدعون ربَّهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين.
ويُفهم من الآية أن الناس في مكة كانوا فئتين: أولاهما الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم، وثانيتهما الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، والأولى تريد من النبي أن يطرد الثانية. لكن النبي ميَّز بين الملك والنبوة المؤدية رسالةَ الله، وأكَّد للمسلمين أن هذه الرسالة تتضمَّن تعاليم منها عدمُ التمييز بين مسلم وآخر إلا بالتقوى. وهذا هما النهجان النقيضان.
ما هو موقفهم من الإمام علي؟
يجيب المقداد بن الأسود، فيقول: ما رأيتُ مثل ما أوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيِّهم! إني لأعجب من قريش أنهم تركوا رجلاً ما أقول إن أحداً أعلم ولا أقضى منه بالعدل!
وتفيد الوقائع التاريخية أن القرشيين كانوا يعرفون حقَّ الإمام علي كما يعرفه المقداد، فنقرأ أن عبد الرحمن بن عوف قال للإمام علي في أثناء مداولات شورى الستة: "إنك تقول: إني أحقُّ من حضر بالأمر لقرابتك وسابقتك وحسن أثرك في الدين، ولم تبعد".
وتفيد الوقائع أنهم كانوا يعرفون طبيعة ما يفعلونه، وهو "ابتزاز الحق" على حد تعبير معاوية بن أبي سفيان في رسالته لمحمد بن أبي بكر عندما كتب إلى هذا الأخير: وقد كنا وأبوك معنا، في حياة من نبيِّنا، نرى حقَّ ابنِ أبي طالب لازماً لنا، وفضلَهُ مبرَّزاً علينا، فلما اختار الله لنبيِّه ما عنده، وأتمَّ له ما وعده، وأظهر دعوته، وأفلج حجَّته، قبضه الله إليه، فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزَّه وخالفه. على ذلك اتفقا واتسقا... فإن يكن ما نحن فيه صواباً فأبوك أوله، وإن يك جوراً فأبوك أسَّسه، ونحن شركاؤه، وبهديه أخذنا، وبفعله اقتدينا".
الحق اللازم لهم والفضل المبرَّز عليهم هو الخلافة التي أشارت إليها النصوص النبويَّة:
"من كنت مولاه فعلي مولاه"
"إن علياً مني وأنا منه، وهو وليُّ كلِّ مؤمنٍ بعدي"
"إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا"
"حديث الثقلين"
"أنت مني بمنزلة هارون من موسى"
"يكون بعدي اثنا عشر خليفةً كلهم من قريش"
وإن كان معاوية لم يصرِّح بطبيعة هذا الحق وأصوله، فإن الخليفة عمر بن الخطاب قد أشار في حديث له مع عبد الله بن عباس إلى ذلك قائلاً: "لقد كان النبي يربع في أمره وقتاً ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرِّح باسمه، فمنعت من ذلك إشفاقاً وحيطةً على الإسلام! ورب هذه البنيَّة لا تجتمع عليه قريش أبداً".
وفي حوار السيدة أم سلمة والسيدة عائشة، تقرُّ الثانية أن النبي أجابها عندما سألته: من كنتَ مستخلفاً عليهم؟ فأجاب: خاصف النعل، فنظرت فلم تر سوى علي بن أبي طالب، فقال لها السول: هو ذاك.
أقرَّ سعد بن عبادة، فذكر نصَّاً يوجب ولاية الإمام علي بن أبي طالب فقال له ابنه قيس: أنت سمعت رسولَ الله يقول هذا الكلام، ثم تطلب الخلافة، ويقول أصحابك: منا أمير ومنكم أمير! لا كلَّمتك والله من رأسي بعد هذا كلمةً أبداً.
أما في ما يتعلَّق بنهج علي عليه السلام فقد كان مشروعاً، وكان المسلمون يعلمون حق الإمام علي وصيةً وكفاءةً، وهو في نهجه على بينة من ربه ومنهاج من النبي، فقد قال: "وإني لعلى بينةٍ من ربي ومنهاجٍ من نبيي، وإني لعى الطريق الواضح، ألقطه لقطاً"، ومصدر الأحكام في هذا المنهاج هو القرآن الكريم وسنة النبي، وقد كان الإمام علي واضحاً عندما أجاب عبد الرحمن بن عوف في مداولات شورى الستة.

وصول الأمويين بالقوة إلى الحكم:
وصل الأمويون بقوة السيف، كانوا يعرفون ذلك ويعلنونه، فقد خاطب معاوية بن أبي سفيان أهلَ المدينة المنوَّرة بقوله: "لا بمحبةٍ وُلِّيتُها [يقصد الخلافة]، ولكني جالدتكم بسيفي هذا مجالدةً". وخاطب أخوه عتبة أهل مصر: "لا تمدُّوا الأعناق إلى غيرنا فإنها تنقطع دوننا".
يرسم هذا الخطاب طبيعة الخلافة الأموية، من حيث سبلُ إقامتها وطريقةُ تعاملها مع الناس، وخصوصاً المعارضين منهم. فهي خلافةٌ قائمةٌ، ليس على إرادة الناس ورغباتهم، وإنما على اغتصاب السيف القاهر والقاطع للأعناق إذا امتدَّت إلى حيث تحب.
يقول فلهوزن، المستشرق المعروف: "وكان من السخرية بفكرة الحكومة التيوقراطية أن يظهر الأمويون ممثليها الأعلين، فهم كانوا مغتصبين وظلوا كذلك، ولم يكونوا يستندون إلا إلى قوتهم الخاصة، إلى قوة أهل الشام، ولكن قوَّتَهم لم تستطع قطُّ أن تصير حقَّاً شرعيَّاً".

يبدو أن الصراع تركَّز، في بداية الخلافة الأموية، في قضيَّةٍ مركزيَّةٍ، يمكن لجملة فلهوزن الأخيرة أن تشير إليها، ويمكنها أن تتخذ العنوان الآتي: "الصراع بين القوة المغتصبة والحق الشرعي في الخلافة"، فالأمويون يريدون أن يصير ما اغتصبوه حقَّاً شرعيَّاً، ومعارضوهم يرفضون ذلك، ويعملون على كشف زيف هذه الشرعية وإسقاطها.
عمل الأمويون على إكساب الخلافة صفة الحق الإلهي، ومن الأمثلة على ذلك:
- خاطب زياد بن أبيه أهل العراق، فقال: "أيها الناس، إنا أصبحنا لكم ساسة وعنكم ذادة، نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا، ونذوِّد عنكم بفيء الله الذي خوَّلنا، فلنا عليكم السمع والطاعة في ما أحببنا".
- خاطب روح بن زنباع الناس الذين أبطأوا عن بيعة يزيد، فقال: إننا ندعوكم إلى من جعل الله له هذا الأمر واختصَّه به، وهو يزيد بن معاوية. ونحن أبناء الطعن والطاعون وفضلا الموت، وعندنا إن أجبتم وأطعتم، من المعونة ما شئتم".
في خطاب روح تضليل الناس بأن الله يجعل هذا الأمر للحاكم ويختصُّه به، فإن لم تطيعوا فالطعن قائم، وإن أطعتم فالمال حاضر، وقصة معاوية عندما قدم إلى المدينة، ومعه الجنود شاهرو السيوف وحقائب الأموال، وخاطب سادة القوم بقوله: إما هذا أو هذا.
وهكذا راح الأمويون يقنعون الناس بأن نظريَّتهم في الخلافة، مهما كانت ظالمة، هي أمرٌ إلهيٌّ تجب طاعتُهُ، مستخدمين الوسائل الإعلامية من شعرٍ وقصصٍ وحديثٍ في سبيل نشر نظريتهم وإقناع الناس بها.
إن نظريَّة "لنا عليكم السمع والطاعة في ما أحببنا" هي نظريةٌ غريبةٌ عن الإسلام ودخيلةٌ عليه، تختلف عن نظرية: "أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيتُ الله ورسولَه فلا طاعة لي عليكم" أو "إن استقمت فتابعوني، وإن زغت فقوِّموني".
النظرية الأولى تلغي مصدرَي التشريع في الإسلام اللذين أقرَّتهما النظرية الثانية، وهما الكتاب والسنة، وتضع مكانَهما مزاجَ الحاكم أو ما يحبُّه السلطان.
وكانت كربلاء الحدث الذي جعل من المستحيل للخلافة الأموية أن تصير حقَّاً شرعيَّاً وأن تستمر، وكانت أيضاً الحدث الذي وضع شرعيَّة تغيير المغتصب الجائر موضع التطبيق، فكانت بذلك القدوة التي تُتَّبع في كل زمانٍ ومكانٍ.
في هذا السياق التاريخي، ينبغي أن نفهم ثورة الإمام الحسين، ثورةٌ تكشف الزيف الذي أحاط به الأمويون خلافتهم، وجعلوه حقَّاً إلهيَّاً لهم، وتنهض إلى تصحيح الانحراف وتقويم الارتداد، وتجعل حقَّ تغيير السلطان الجائر أمراً شرعيَّاً، أو واجباً ينبغي على المسلم أن يؤديه.
كانت كربلاء صراعاً بين نهجين نقيضين: أولهما يريد للقوة المغتصبة أن تغدو حقَّاً إلهيَّاً في الحكم، خارجاً على تعاليم الإسلام، وثانيهما يريد للدين الإسلامي الممثَّل بكتاب الله وسنة نبيه أن يسود الحياة، وأن يلتزم الحاكم مصدري التشريع: كتاب الله وسنة نبيه الموصلين إلى العدل والحق.
كانت كربلاء هجرة ثانية تنطلق من تعاليم الدين الحنيف الذي أفرغه السلطان الجائر من حقيقته، وهي بذلك تواصل الطريق الذي اختطَّه الإمام علي وعبَّر عنه عمار بن ياسر في صفين عندما قال: إننا نقاتلهم على تأويله كما قاتلناهم على تنزيله.
الإخوة والأخوات:
ولأننا في مقام كربلاء، الذين نتعلَّم في مدرستِها الوضوحَ في المواقفِ والرؤى، وفي ظلِّ صورةِ المشهدِ المزدحمِ بالتحديات والتطورات على مستوى لبنان والمنطقة، ننتهزُها مناسبةً لنؤكِّدَ من خلالِكم على جملةٍ من العناوين:
أولاً: قيامة لبنان من أزماتِه، ﻻ سيما اﻻقتصادية والمالية منها، واستعادة الثقة به وبمؤسساتِه على المستوى الداخلي والخارجي، وهذا ﻻ يمكنُ أن يتحقق في ظلِّ الإمعان في انتهاجِ لغةِ السجالِ والمناكفات، فهذه اللغة وهذه السياسة تشرِّعُ أبوابَ الوطنِ على مصراعَيه، ﻻستيلادِ المزيدِ من الأزمات والتدخلات التي قد تقوِّضُ أسسَ الوطن وبنيانَه، فالجميعُ مدعوٌّ إلى اﻻحتكام إلى لغةِ العقل وإلى تهذيبِ الخطابِ السياسيّ واﻻرتقاء به إلى مستوى التحدياتِ والمخاطر التي تحدقُ بنا.
الجميعُ مدعوٌّ للتنازل من أجلِ لبنان وتقديم مصلحة اللبنانيين على أي مصلحةٍ أخرى .
ثانياً: من غيرِ الجائز أن تعفي الحكومةُ نفسَها من مسؤولية متابعة قضايا الناس، ﻻ سيما في العناوين المتصلة بإعادة الإعمار، وبأمنِهم اﻻجتماعي والصحي والتربوي والمعيشي والغذائي والبيئي. الحكومةُ مدعوةٌ إلى استثمارِ كلِّ لحظة، من أجل اللبنانيين.
ثالثاً: في موضوعِ التوطين ومسألة النازحين السوريين، وانسجاماً مع ما هو وارد في الدستور، وانطلاقاً من قناعاتِنا ودعمِنا للقضيةِ الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بالعودة الى أرضِه وإقامة دولتِه المستقلة وعاصمتُها القدس الشريف، نؤكّدُ على رفضِنا المطلق للتوطين، وندعو لبنان الرسمي الى بلورة رؤية وطنية موحدة، لمقاربة مسألة النازحين السوريين وتأمين عودتِهم السريعة إلى وطنِهم الأم سورية، وهذا الملف ﻻ يُحَلُّ بالمكابرة وﻻ باﻻنصياع لإرادة بعض الدول الخارجية، التي تحاولُ بالسرِّ والعلن استخدام هذا الملف الإنساني من أجل تمرير أجندات سياسية تخدم مصلحة إسرائيل ومشاريعِها في المنطقة.
رابعاً: في ظلِّ استمرار الكيانِ الصهيونيّ برفعِ وتيرةِ اعتداءاته البريةِ والجوية على الحدودِ مع لبنان، في سيناريوهات تُحاكُ عدواناً على بلدِنا، نؤكّدُ أن الوحدة الوطنية، وبالتكامل مع مصادر قوة لبنان، وعلى رأسها المقاومة، تمثلُ حاجةً وطنيةً ﻻ يمكنُ وﻻ يجوزُ التفريط أو التخلي عنها، وهي عنوانُ قوةٍ للبنان لكبحِ جماح عدوانية إسرائيل .
إننا اليومَ، وانطلاقاً من مسؤوليتنا جميعاً في الحفاظِ على لبنان، وطناً منيعاً قويَّاً يرفض الوصاية ومحاولات الإقصاء والتهميش لأي مكون لبناني، نؤكِّدُ التزامَنا التامَّ بالمحافظة على لبنان ورصيده الإنساني الذي يباهي به العالم، ونرفضُ أيَّ محاولةٍ للمسِّ بالشراكة اللبنانية التي تغني لبنان ونسيجه الاجتماعي، وتالياً الثقافي، وفي هذا مفخرة اللبناني واعتزازه.
الإخوة والأخوات، أصحاب السماحة،
إنها فرصةٌ عظيمةٌ أن نعود إلى المبادئ الإنسانية والقيم الإسلامية من أجل خير أمةٍ أُخرجت للناس، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
       
وفي الختام تلا الشيخ نعمة عبيد مجلس عزاء حسيني.

  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/07/05  | |  القرّاء : 97



البحث :

جديد الموقع :


 كلمة العلامة الخطيب خلال المجلس العاشورائي الذي أُقيم في حسينية بلدة الوردانية
 إحياء الليلة التاسعة من محرم الحرام في مقر المجلس
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 إحياء الليلة الثامنة من محرم الحرام في مقر المجلس
 إحياء الليلة السابعة من محرم الحرام في مقر المجلس
 إحياء الليلة السادسة من محرم الحرام في مقر المجلس
 إحياء الليلة الخامسة من محرم الحرام في مقر المجلس
 إحياء الليلة الرابعة من محرم الحرام في مقر المجلس
 كلمة العلامة الخطيب خلال المجلس العاشورائي الذي تقيمه جمعية التعليم الديني الاسلامي
 إحياء الليلة الثالثة من محرم الحرام في مقر المجلس

مواضيع متنوعة :


 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ على الخطيب
 مقابلة العلامة الخطيب مع موقع العهد
 كلمة العلامة الخطيب خلال كلمة تأبينية في حسينية بلدة المروانية
 سِيْرَةُ رَسُوْلِ اللهٍ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلّم)
 في رحاب الحج - التطابق بين التكوين والتشريع (1) السيد حسين حجازي
 رسالة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 آداب الإحرام والحرم - سماحة المفتي الشيخ يوسف رغدا
 إحياء الليلة السابعة من محرم الحرام في مقر المجلس
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب / لبايا.
 سِيْرَةُ الإِمَامِ مُوْسَى الكَاظِم (عليه السلام)

إحصاءات :

  • الأقسام : 21
  • المواضيع : 149
  • التصفحات : 493044
  • التاريخ :
 
 
الموقع بإشراف : مركز الدراسات والتوثيق © في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى - لبنان
تصميم، برمجة وإستضافة :
الأنوار الخمسة © Anwar5.Net