
اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب الى أن ما نعيشه اليوم نحن في لبنان ليس بعيداً عن واقع الامة كلها، هو جزء من هذه الصورة الكلية التي تعيشها الامة أننا مجموعة من القبائل ونتعاطى مع بعضنا على اننا مجموعة من القبائل، لا يوحدنا هدف ولا توحدنا قضية، أنتم ترون القضية الفلسطينية اليوم والشعب الفلسطيني الذي يعاني ما يعانيه، كل بلد عليه أن يهتم بنفسه ولا تهمه اي قضية من قضايا الأمة، ان هذا الأمة كلها ان تجتمع لتعالج هذه المشكلة، لتعين او تستعيد هذه القضية ولتعطي الشعب الفلسطيني حقه لتعين أو تستعيد هذه القضية، ولتعطي الشعب الفلسطيني حقه، اليوم العرب ماذا يفعلون؟ العرب يتعاطون مع القضية الفلسطينية بأنهم لا علاقة لهم، حتى بالعلاقة الإنسانية العرب لا يتعاطون مع القضية الفلسطينية، المبدأ إنساني، فما نراه في الغرب الذي ليس له اي علاقة، ولا علاقة الدين وعلاقة مذهب وعلاقة مبدأ ولا وطن، ومع ذلك يتعاطون معها من منطلق إنساني، يؤيدون القضية الفلسطينية، يتظاهروو يعترضون على حكوماته.التي تمد إسرائيل بالأسلحة التي تضلل الرأي العام، وتحاول ان توجه الصورة بالطريق الصحيح، أما العرب فهم بعيدون عن هذه القضية.، حتى على هذا المستوى الإنساني لا يتعاطون مع القضية الفلسطينية.
وأضاف: لذلك نحن الصورة في لبنان كما ذكرت ليست بعيدة عن هذه الصورة العامة هي جزء من هذه الصورة العامة، كل أحد يعتني بنفسه، اليوم موضوع الاحتلال الاسرائيلي والعدوان الإسرائيلي على لبنان كيف تعاطى معه اللبنانيون؟ هل تعاطوا معه على أنه عدوان على لبنان أو عدوان على طائفة؟ يتعاطون معه على أنه عدوان على طائفه ولا ينبغي أن يكون للبنانيين الآخرين من بقية الطوائف أن يكون لهم دور في هذا الصراع، وأن يكون لهم دور في حماية لبنان وفي حماية الشعب اللبناني وكرامة الشعب اللبناني، هذه الصورة للأسف، كيف يقول أن لبنان وطن واحد وبلد واحد؟ وأن هناك سيادة للبنان وهناك من يرفع عنوان السيادة للبنان، أين الصدق في ذلك؟ كيف يتعاطون معه هذا العدوان على أنه عدوان على طائفه أو أن بعض الأحيان أكثر من ذلك يبررون هذا العدوان ويعطونه المبررات وأن السبب هو هذا السلاح وأن عليكم أن تنزعوا هذا السلاح من هذه الفئة التي تدافع عن لبنان، هذا إيمان بوطن؟ هذه السيادة؟ أين هو الشعب اللبناني؟ لا أدري أين هم المثقفون في لبنان؟ أين هم الذين يحلمون بلبنان ببلد مستقل قادر على الدفاع عن نفسه وحماية السيادة، كيف يدافعون عن سيادته؟ هم مثل الأمة العربية والإسلامية الذين تخلّوا عن دورهم في الحياة وأن لهم رسالة في هذه الحياة، وألقوا زمام أمورهم إلى الغرب، الآن العرب والمسلمين يعتمدون في حماية بلدانهم على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الغرب، فلا هم ينتجون طعامهم ولا هم ينتجون لباسهم ولا هم ينتجون أسلحتهم، هم ينتجون النفط ويدفعونه للغرب حتى يحميهم، من من يحميهم؟ من الذين يهدد العالم العربي والعالم الإسلامي، ايران التي هي العالم العربي والعالم الإسلامي؟ المقاومة في لبنان هي التي تهدد العالم العربي والعالم الإسلامي؟ من الذي يهدد هذه البلدان؟ من الذي يأخذ هذه الأموال؟ أليس الغرب، أليس كل ما يؤتى به من أسلحة إلى الدول العربية وانفق في مقابلها كل هذا المال في مقابل ماذا؟ الخطر من ماذا؟ من أين؟ المصدر هو اسرائيل والمتهم هز المقاومة والمتهم هي ايران التي تدعم المقاومة. انقلاب في المفاهيم وتشويه موضوع المقاومة تشويه الثورة الإسلامية في ايران، تشويه كل حركة في العالم العربي والعالم الإسلامي ممنوع ان يكون هناك حركة توعية أو حركة وعي، طبيعي الغرب مصلحته هو أن نبقى نائمين، لكن ما هي مصلحة أمتنا؟ في لبنان يريدون نزع السلاح. يجهدون في هذه الحرب، هم يمشون مع الحرب العسكرية التي تعرضت لها المقاومة وبيئة المقاومة وتعرض لها لبنان في الواقع بحرب ضغط سياسي داخلي وبحرب تشويه للمقاومة ولمجتمع المقاومة، والآن مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية الكل بانتظاره وماذا سيبجبه اللبنانيين، والبعض في الداخل يزيد الضغط وينشر أخباراً ويخوّف الناس وأنتم بين أمرين: إما أن تسلموا وتعرفوا ايديكم وتستسلموا كما طلبوا من إيران أن تستسلم وبين الويل والثبور وعظائم الامور، نحن مررنا بظروف اصعب من هذه بكثير، العدو الاسرائيلي دخل الى لبنان سنة 1982 ولكنه خرج من لبنان ذليلاً خاسئاً وانتصر شعبنا في عام 2000، هؤلاء نسوا هذا التاريخ، هؤلاء هم الذين يقولون أن المقاومة لم تفعل شيئاً، المقاومة لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي اخرجت العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان وحررت لبنان في انتصار تاريخي في الخامس والعشرين من أيار سنة 2000، هذه المحاولات لإضعاف هذه البيئة ولسلخها عن مقاومتها لإضعاف المقاومة هي إضعاف للبنان لكل لبنان، لأن المقاومة اذا رضخت وبيئة المقاومة إذا رضخت وتنازلت التنازل لصالح من سيكون؟ هل لصالح الداخل اللبناني؟ ولصالح لبنان ام لصالح الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية والغرب، التنازل لن يكون لكم، الى المستعجلين على نزع السلاح ويصرون على استعمال كلمة نزع السلاح : هذا التنازل ليس لصالحكم، هذا التناول سيكون من لبنان للعدو الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل عام.
فإذاً لماذا هذا الحقد ولماذا هذه الكراهية؟ لماذا شن هذه الحرب التي هي حرب على لبنان وليست حرباً على المقاومة وليست حربا ًعلى اللبنانيين، وانتم تقولون ان هذا السلاح لم يؤدي الى نتيجة ومن الحرب الأخيرة المقاومة لم تستطيع ردع اسرائيل، المقاومة ردعت الاسرائيل وانتم تشوهون الكلام، ردعت اسرائيل التي لو استطاعت ان تصل الى الاولي بل الى الليطاني لما توانت عن ذلك، هل وصلت الى الليطاني فضلاً عن أن تصل الى الاولي ؟ هل استطاعت ان تفرض على لبنان وعلى المقاومة ما تريده من تنازلات؟ لم تستطيع ان تفرض على لبنان وعلى المقاومة وعلى جمهور المقاومة ما أرادته، هل استطاعت أن تفصل بين جمهور المقاومة وبين المقاومة؟ هل ترون ان بيئة المقاومة رغم الذي حصل ممن خسائر ومن دمار ومن شهداء هل تنازلوا عن مقاومتهم؟ لأنهم يرون أن التنازل عن المقاومة تنازل عن كرامتهم تنازل عن أنفسهم هو بمثابة قتل النفس حينما يتخلون عن المقاومة، لنفرض ان كلامكم صحيح وأن المقاومة لم تستطع ان تردع؟ من السبب؟ بسببكم أنتم، أنتم الذين اوقعتم لبنان في هذه الحالة، لأنكم وقفتم الى جانب العدو بإعلامكم وبضغطكم السياسي وبضغطكم الاقتصادي الى جانب الضغط الاقتصادي الخارجي، أنتم جزء من هذه الحرب، فإذاً الذي اضعف لبنان في مواجهة العدو الاسرائيلي، لماذا تكذبون وتشوهون دور المقاومة؟ المقاومة ما زالت واقف على ارجلها رغم كل هذا الضغط من الولايات المتحدة الامريكية اكبر قوة فاشية في هذا العالم الى أصغر قوة فيه وهم أنتم، ولكنكم تحاربون لبنان ولا تحاربون فئة في لبنان هذه الفئة الطليعة هي كشهداء كربلاء الذين فدوا الامة كلها وحافظوا على وجودها وعلى رسالتها، هذه الطليعة الذين هم كل الوطنيين الذين ايّدوا المقاومة بالسياسة، الذين ايّدوا المقاومة بالمال، الذين ايّدوا المقاومة ودعموها بالإعلام بكل جهات الدعم، بالكلام على المنابر، وعلى القنوات التلفزيونية، هؤلاء هم المقاومة، هؤلاء الى جانب المقاتلين على الجبهات وإلى جانب القادة الشهداء، هؤلاء هم ضمير لبنان، هذا السلاح ايها الاخوة هو مصدر قوة لبنان، حينما تريدون نزع سلاح المقاومة، كما قلت بالامس في الليلة الماضية، من يريد نزع سلاح المقاومة ينزع روح لبنان، من يريد ان يفرط بسلاح المقاومة يفرط بمصالح لبنان وبوجود لبنان،
وختم بالقول: المقاومة حفظت اللبنانيين جميعاً واحترمت اللبنانيين جميعاًلأنها مؤمنة حقيقة بلبنان وبالشعب اللبناني، وهي لا تنطلق من منطلق طائفي عصبي ضيق إنما من منطلق وطني حقيقي إنساني.
هذه هي أساساً رسالة عاشوراء، هذه هي أصلاً رسالى الإمام الحسين (ع).
رسالتنا في آخر يوم نحيي فيه عاشوراء، اللبنانيين جميعاً أهلنا وإخواننا، وجودنا مرتبطا بوجودهم ونحافظ عليهم كما نحافظ على أنفسنا ولأن لبنان لا يمكن أن يستمر إلا بوحدة أبنائه ووقوفهم صفاً واحداً في مواجهة العدو.
أرجو الله سبحانه وتعالى لهذا الوطن ولهذه الأمة الانتصار، وأرجو لهذه القوى أن تعيد قراءتها لواقعها ولتأخذ ما فيه مصلحة لبنان، ونحن مع دعوت فخامة رئيس الجمهورية للحوار الوطني لنرى أين يمكن الاستفادة وكيف يمكن الاستفادة من سلاح المقاومة لحفظ لبنان ومصالح اللبنانيين جميعاً.
تقبّل الله منا ومنكم ورزقنا الله سبحانه وتعالى شفاعة الحسين وأبناء الحسين، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك وأناخت برحلك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.